محمد الباز: نفتقر إلى مراكز استطلاعات الرأى غير الموجهة أو المسيسة
قال الدكتور محمد الباز، حول أثر الإعلام في تغيير سلوكيات المتلقين خاصة فيما يتعلق بالمتغيرات البيئية، إن أسهل شماعة يلقى عليها اللوم هي الإعلام.
وأضاف الباز، خلال ندوة "الوعي وقضية التغيرات المناخية" بمعرض القاهرة الدولي للكتاب: "يتهم الإعلام طوال الوقت بأنه لا يقوم بتوصيل الرسالة، دون الالتفات إلى القائم علي صياغة هذه الرسالة، والإعلام في صياغته هذه الرسالة يعمل في أصعب مراحله فيما يتعلق بمسألة دوره في تغيير سلوكيات المواطنين نحو قضية التغيرات البيئية".
وأردف الباز: "ربما يغير الإعلام الرأي العام أو يوجهه، أما تغييره للسلوك فهو الجزء الأصعب في المعادلة، خاصة أن تغيير السلوك جزء منه يتعلق بالاعتياد وجزء بالثقافة، ومشكلة الوعي بقضية التغيرات المناخية أكبر حتى من تغيير السلوك، سواء في مصر أو في أي دولة من دول العالم مع تفاوت مستويات المتلقين الاجتماعية والاقتصادية، ويبدأ تغيير السلوك عندما يشعر المواطن بحصوله على مكاسب من تغيير سلوكه، لا ما يجب عليه أن يقوم به للتقليل من مخاطر التغيرات المناخية".
وتابع رئيس مجلسي إدارة وتحرير جريدة "الدستور": "لدى المواطن شعور بأن قضايا التغيرات المناخية ليست خالصة لوجه البيئة، إنما وراءها عوامل سياسية، على سبيل المثال، الرئيس الأمريكي كان قد انسحب من اتفاقية المناخ، قبل أن يعود للاتفاقية مجددًا، ويمكن لمس دور الإعلام في تغيير سلوك المتلقين في قضية التغيرات المناخية، بما سيجنيه من مكسب يعود عليه وكيف يربح من هذه القضية، دون التركيز على دوره في تقليل الانبعاثات والتغيرات المناخية، ما يضعه في خانة الاتهام".
نفتقر إلى مراكز استطلاعات الرأي غير الموجهة أو المسيسة
واستطرد الدكتور محمد الباز: إذا أردنا أن يكون للإعلام دور ملموس، يجب أن تكون هناك أجندة أولويات، فعلي سبيل المثال مؤتمر المناخ كوب 27، كان القائمون بالاتصال بالإعلاميين إما غير مؤهلين للحديث في هذه القضية، وهو ما وضح من خلال أسئلة باهتة، وإما أن المتحدثين عن قضية التغيرات المناخية علماء ليست لديهم القدرة على توصيل ما لديهم أو راغبو (شو واستعراض)".
وشدد الباز، على أن رصد دور الإعلام في قضية التغيرات المناخية، وهل له دور ملموس أم لا؟، يحتاج إلى مراكز استطلاعات رأي ليست موجهة أو مسيسة.
وتقام فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الـ54، خلال الفترة من 25 يناير إلى 6 فبراير.
وافتتح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، في 25 يناير، فعاليات المعرض بحضور وزراء ومثقفين مصريين وعرب، فيما فتح المعرض أبوابه للجمهور اعتبارًا من اليوم التالي. وتحل المملكة الأردنية ضيف شرف المعرض لهذا العام، فيما اختير الشاعر الكبير الراحل صلاح جاهين شخصية العام، ورائد أدب الأطفال الكاتب كامل كيلاني شخصية معرض الطفل.
ويقام المعرض في مركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية في التجمع الخامس، تحت شعار "على اسم مصر.. معًا نقرأ، نفكر، نبدع".
ويشارك في معرض القاهرة للكتاب هذا العام 1047 ناشرًا مصريًّا وعربيًّا وأجنبيًّا، من 53 دولة، من بينها دولٌ تشارك لأول مرة مثل الأرجنتين وكولومبيا والدومينيكان، بالإضافة إلى قرابة 500 فعالية ثقافية تضم لقاءات مع مبدعين وكتاب ومفكرين وفنانين ورموز وقامات مصرية عربية وعالمية.