البنك الدولي يوضح العوامل المؤثرة في تدهور الأراضي الزراعية بالمنطقة
أوضح البنك الدولي، أن النمو السكاني والضغوط المناخية وضعف إدارة الأراضي عوامل رئيسية للتغيرات في استخدام الأراضي الزراعية، لافتا إلى أن الزيادة السكانية وارتفاع الدخل في العادة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ستؤدي إلى زيادة الطلب على الأراضي الزراعية (للإنتاج الغذائي المحلي) سواء محليًا أو في الخارج من خلال الواردات والاستثمار الأجنبي المباشر.
وأضاف البنك الدولي في تقرير له حصل «الدستور» على نسخة منه، أنه في الوقت نفسه، فإن العوامل المناخية الشديدة (تدهور الأراضي الناجم عن ارتفاع درجة الحرارة، وانخفاض معدلات هطول الأمطار والملوحة وارتفاع منسوب مياه البحر) تحد من جدوى زراعة الأراضي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتابع: "تحشد ورقة مرجعية أعدت لهذه الدراسة مجموعة بيانات مقياس موديس على مستوى العالم لدراسة كيفية تأثير هذه العوامل على الديناميكيات المكانية للأراضي المحصولية وخارجها من خلال الأنشطة الزراعية: موضحا أن الدراسة تؤكد أن الجفاف، وسوء ملاءمة الأراضي والملوحة والافتقار إلى إمكانية الري السطحي كلها عوامل تسهم في تدهور الأراضي.
بالإضافة إلى هذه العوامل البيوفيزيائية، خلصت الدراسة إلى أن المجتمعات الأكثر ثراء والأكثر تفاوتًا- البلدان التي يكون فيها الضغط الديموغرافي على استخدام الأراضي أقوى والبلدان التي تعاني من سوء إدارة الأراضي- تتدهور فيها الأراضي بوتيرة أعلى.
وتؤثر الصراعات، التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على استخدام الأراضي من خلال فقدان حقوق الملكية ونزوح السكان، وتؤدس إلى التخلي المؤقت عن الأراضي المحصولية في سوريا وتوسيع الأراضي المزروعة على الجانب الأخر من الحدود السورية التركية، ويمكن أن يكون للأحداث العنيفة آثار كبيرة على استخدام الأراضي لاسيما في المناطق الريفية حيث يمكن أن تفقد فيها حقوق الأراضي، وتتعطل الإنتاجية الزراعية، وينزح السكان قسرًا، وتتسم هذه التغيرات في استخدام الأراضي بالعمق في كثير من الحالات، إذ لا يجري إعادة زراعة سوى نسبة ضئيلة من الحقول المجاورة فور توقف الأعمال المسلحة.