تقرير: إفريقيا قد تصبح سلة غذاء العالم لكن التعطش للاستثمارات يعرقل الطموح
توقع تقرير حديث صادر عن بنك التنمية الإفريقي، أن تصبح إفريقيا سلة غذاء العالم ومعالجة نقص الغذاء والقضاء على الجوع المتزايد، لكن التعطش للاستثمارات قد يعرقل الطموح.
ولفت التقرير إلى أن الأنظار تتوجه إلى العاصمة السنغالية دكار، يوم الأربعاء المقبل، بالتزامن مع انعقاد "قمة دكار 2" الرامية إلى تعبئة الموارد القارية وشركاء التنمية من أجل دعم جهود الامن الغذائي ومحاربة الجوع في صورة أكثر نفعًا.
وبحسب تقرير بنك التنمية الإفريقي، يقوم رؤساء الدول في "قمة داكار 2" التي تتسم بالتوجه العملي، بتعبئة الموارد الحكومية وشركاء التنمية وتمويل القطاع الخاص من أجل تسخير الإمكانات الغذائية والزراعية لإفريقيا، وتحويل جهود المناصرة إلى إجراءات ملموسة.
ويعاني 828 مليون شخص على الصعيد العالمي من الجوع، وتمثل إفريقيا 249 مليون أو ثلث هذا العدد، بينما تكمن المفارقة في أن إفريقيا تملك وحدها 65٪ من الأراضي الصالحة للزراعة المتبقية، ولديها القدرة على إطعام 9 مليارات شخص في العالم بحلول عام 2050، إذ تقدر مناطق السافانا الشاسعة وحدها بنحو 400 مليون هكتار، يرزع منها 10٪ فقط، وفق التقرير.
وعول التقرير على إزالة الحواجز التي تعترض التنمية الزراعية بمساعدة استثمارات جديدة، التي يمكن أن ترتفع الناتج الزراعي لإفريقيا من 280 مليار دولار سنويًا إلى تريليون دولار بحلول عام 2030، ويسهم الاستثمار في زيادة الإنتاجية الزراعية، ودعم البنية التحتية، والنظم الزراعية الذكية مناخيًا، مع استثمارات القطاع الخاص في جميع مراحل سلسلة القيمة الغذائية في تحويل إفريقيا إلى سلة غذاء العالم.
ولفت إلى أهمية التزام الجهات الفاعلة في القطاع الخاص خلال "قمة دكار" بتطوير سلاسل القيمة الحيوية، فيما يتولى محافظو البنوك المركزية ووزراء المالية مهمة تطوير ترتيبات التمويل لتنفيذ ميثاق توفير الأغذية والزراعة، والعمل مع وزراء الزراعة، وكذلك الجهات الفاعلة في القطاع الخاص، بما في ذلك البنوك التجارية والمؤسسات المالية.
وأبرز التقرير دور الإرادة السياسية القوية لرؤساء الدول الإفريقية، وتوافر التقنيات والمنصات لتقديم الممارسات الزراعية الذكية مناخيًا على نطاق واسع لملايين المزارعين، والنجاحات المذهلة لبعض البلدان في تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل المختارة في فترة قصيرة جدًا، ما يرشح إفريقيا أن تصبح مزود حلول عالمي للنقص الغذائي المتزايد في العالم.
ووفق التقرير، تستند "قمة داكار 2" إلى النسخة الأولى التي عُقدت في عام 2015 والتي تم خلالها جرى اقتراح موضوع "إطعام إفريقيا: استراتيجية التحول الزراعي في إفريقيا (2016-2025) التابعة لمجموعة البنك الإفريقي للتنمية"، وبعد مرور 6 سنوات من التنفيذ، دعمت مجموعة البنك أكثر من 250 مليون شخص للاستفادة من التحسينات في الزراعة، كما ساعدت هذه الاستراتيجية مجموعة البنك على الاستجابة السريعة لتأثير العملية الروسية على أوكرانيا على الأمن الغذائي لإفريقيا من خلال إطلاق المرفق الإفريقي لإنتاج الأغذية في حالات الطوارئ بقيمة 1.5 مليار دولار من أجل دعم 20 مليون مزارع لإنتاج 38 مليون طن متري من الأغذية بقيمة 12 مليار دولار، وفي غضون 45 يومًا فقط بعد إطلاق المرفق وافقت مجموعة البنك على 1.13 مليار دولار أمريكي لتنفيذ عمليات في 24 دولة.
ويشمل الجزء الرئيسي من جدول أعمال "قمة داكار 2" مناقشات مائدة مستديرة رئاسية وجلسات عامة رفيعة المستوى وجلسات "ميثاق توفير الأغذية والزراعة"، وتستضيف القمة التي تدوم ثلاثة أيام، الرئيس ماكي سال، رئيس جمهورية السنغال والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، وتشترك في استضافتها مجموعة البنك الإفريقي للتنمية.