وسام النيل وميداليات.. أبرز مقتنيات خبيئة «كارل جربر» أشهر قناصل السويد بالإسكندرية
مقتنيات شخصية وأوسمة ملكية، وأسرار كثيرة تضمنتها مجموعة «كارل فون برجر» الدبلوماسي ورجل الأعمال السويدي، والتي عثر عليها مخبئة بداخل منزله، وذلك بعد وفاته بما يقرب من 60 عامًا، تبرز محطات فارقة في حياة القنصل الأشهر لدولة السويد بمحافظة الإسكندرية.
بعد أكثر من 4 سنوات من العثور على خبيئة «كارل فيلهلم فون جربر»، تم عرض عدد من المقتنيات الهامة بمتحف الإسكندرية القومي، في معرض حضره السفير السويدي لدى مصر، وعدد من قناصل الدول والشخصيات السكندرية.
وترصد «الدستور» خلال السطور التالية قصة خبيئة«كارل فيلهلم فون جربر» وما تحويه من مقتنيات.
قصة الخبيئة
يقول الدكتور إسلام عاصم، المؤرخ لقصة الخبيئة والقائم على إيصالها لمتحف الإسكندرية القومي، إنه تم العثور على الخبيئة في عام 2018، من خلال إدارة المعهد السويدي، حيث كانت مخبئة داخل دروب المبني الذي يعود إنشاؤه إلى عام 1925 على يد كارل جربر القنصل السويدي بالإسكندرية حينها.
وأوضح أنه تم التواصل معه حينها من إدارة المعهد السويدي بالإسكندرية، بصفته أول باحث يتناول تاريخ شخصية «كارل فون جربر» للاطلاع على المقتنيات المكتشفة، والتي هي مجموعة متنوعة من الآثار تعود لفترات زمنية متباعدة، وتضم مجموعة من النياشين والأوسمة والمقتنيات الشخصية.
وأكد «عاصم» أنه تبنى العمل على إيصال تلك المجموعة الأثرية الهامة للجهات الرسمية بمساعدة السلطات المصرية حتى تسلمتها وزارة الآثار وبالتنسيق مع الخارجية السويدية حتى أصبحت مجموعة «كارل جربر» بداخل متحف الإسكندرية القومي.
مذكرات «كارل فون جربر»
وأوضح الدكتور إسلام عاصم، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، أن من بين مقتنيات «كارل فون جربر» أوراقه الخاصة ومذكراته المكتوبة بخط يديه والتي تسلمتها الخارجية السويدية، مشيرًا إلى أنه حصل على نسخة منها، والتي من المقرر العمل على ترجمتها من اللغة السويدية للكشف عن ما كان يوثقه «جربر» في يومياته والتي من المتوقع أن تحوي كثير من أسرار تلك الشخصية المؤثرة في الإسكندرية.
صور ومقتنيات شخصية
يضم معرض مقتنيات «كارل فون جربر» بمتحف الإسكندرية القومي جواز سفر مصري من العصر الملكي، وتذكرة مرور، بحث تاريخي قام به «جربر» عن أحد الرحالة إلى الإسكندرية، وصور شخصية ولوحة تعود للعصر الملكي برقم 264 وهو رقم مصنع الأخشاب الذي يملكه فون جربر وكان يقع في شارع المكس.
وسام الملك فواد وميداليات
كما يتضمن المعرض وسام النيل على شكل نجمة خماسية من الملك فؤاد الأول، وسام الاستحقاق من الرئيس جمال عبد الناصر، دبوس تذكاري بمناسبة زفاف الملك فاروق، وسام مرقس الرسول من البطريركية الأرثوذوكسية اليونانية، ميداليتان من البطريركية الأرثوذوكسية اليونانية، ميداليتان لسباق الخيل في الإسكندرية، وبعض الوثائق الخاصة ب« جربر».
الشخصيات السكندرية المؤثرة
ونادى «عاصم» بتخصيص قاعة لأعلام مدينة الإسكندرية في عصرها الذهبي في القرن 19 وحتى منتصف القرن 20، سواء مصريون أو أجانب، من الشخصيات الهامة الذين أثروا في تاريخ مدينة الإسكندرية، ولهم مقتنيات، ليتم عرضها في المتحف القومي، مثل: «كارل فون جربر، فيلبو بيني، واسعد باسيلي، الأمير عمر طوسون، والمهندسين الأجانب مؤسسين أهم المباني بالإسكندرية، وغيرهم» حيث يكون للمتحف دوره في التعرف على تلك الشخصيات السكندرية.
وذكر متحف الإسكندرية القومي ، أن الخبيئة التي تم العثور عليها في دروب منزل «كارل فيلهلم فون جربر»، تكون من جزئين: أحدهما عبارة عن صندوق مغلق به لقى أثرية من شقف ومسارج وزجاج وعملات نادرة ترجع إلى العصرين اليوناني والروماني خلال الفترة ما بين القرنين الثالث قبل الميلاد والسابع بعد الميلاد، والجزء الآخر عبارة عن مجموعة نادرة من النياشين والأوسمة والميداليات تعود إلى أسرة محمد علي باشا، الذي عاصره وقام بجمعها خلال فترة إقامته في الإسكندرية خاصة أنه كان رئيسا لجمعية الآثار بالإسكندرية في ذلك الوقت بجانب عمله الدبلوماسي، وقد تم إيداع تلك الخبيئة داخل مخزن متحف الإسكندرية القومي.