لو عرضت علىّ سأرفضها.. شادي بطرس يشرح موقفه من جائزة ساويرس
قال الروائي شادي لويس بطرس إن هناك أسباب وموقف لرفضه جائزة ساويرس، ورفضه للجائزة هو تأكيد لهذا الموقف.
وبسؤاله عن الموقف من الجوائز قال بطرس لـ"الدستور":"بالطبع لدىّ موقف واحد من الجوائز لن يتغير، ولست معنيًا إن كانت الجوائز تساهم في ازدهار الحقل الأدبي أو العكس".
وتابع "لدىّ موقف أخلاقي منها، وما أعنيه بالأخلاقي هنا هو السياسي فكل ما هو أخلاقي بالنسبة إلي هو سياسي. وهذا الموقف ليس مؤسساً على كون الكتابة مهنة سامية أو نبيلة ولا أياً من هذا، بل هو مؤسس على حقيقة أنه على كل واحد منا، كفرد أولاً، وكمواطن ثانياً وكعضو في جماعة اجتماعية أو مهنية، أن يكون مسؤولاً أخلاقياً وفي منطقتنا تحديداً، لا نمتلك رفاهية أن نتجاهل السياسة أو نغمض عيوننا عنها، أو نفصل بين الجمالي والأخلاقي. وموقفي هذا ليس تطهرياً بأي شكل من الأشكال، في معظمه يستدعي الحد الأدنى من اللياقة.
وواصل: "هناك أسئلة يجب طرحها مَن يمنح الجائزة؟ وباسم مَن؟ ولماذا؟ يعني هل نقبل جائزة باسم ديكتاتور مثلاً؟ أو من أرباح تجارة السلاح أو الرقيق الأبيض؟ أو من نظام يخطف الكتّاب أو يعذبهم حتى الموت؟ أو متورط في إبادة جماعية؟ أتفهم أن هذه أسئلة نسبية والإجابة عليها ليست بالبساطة التي تبدو عليها، لكن معظم ما سمعته أثناء "المعارك الضارية" التي ذكرتها لم يتعرض لنسبية الأسئلة وصعوبة إجابتها، بل ببساطة جاءت الإجابة: نحن نقبل كل الجوائز ومن أي كان، أو تمت شخصنة الموضوع ببساطة، وقيل أنت أيضاً ملوث فلا داعي لادعاء الشرف، كلنا نخطئ، كلنا مجرم. أما السؤال الأصلي، فلم يتصدّ له أحد، هل هناك معايير أخلاقية لتلقي الجوائز؟ وإن كانت الإجابة نعم، فما هي؟ ولا كلمة واحدة قيلت في الأمر.
وشدد شادي "لا أعتبر كتابة الروايات سوى هواية، وليست لدىّ طموحات مهنية بخصوص الأدب، وغير ذلك تستهويني إثارة الجدل والقلاقل والزوابع الصغيرة بروح ساخرة في معظم الوقت، ولا أمانع أن يرشح الناشر إحدى رواياتي لجائزة بعينها (أهاجمها طول الوقت)، بدافع الفضول، وربما على أمل شبه مستحيل للفوز بها حتى أرفضها علناً، لست أكثر وقاراً من صنع الله إبراهيم مثلاً، وهو فعل شيئاً مشابهاً، وأجد ما فعله مثيراً للإعجاب وملهماً، أي تحويل طقوس الرعاية والاعتراف التي تفرضها مراسم الجوائز إلى إعلان تمرد وإدانة. لكن لسوء الحظ، نيتي تلك خرجت للعلن لأسباب تعرفها، بالطبع الناشرون لن يقدموا على أي من الجوائز باسمي بعد اليوم، ولا ألومهم طبعاً، ولا يهمني في الأمر سوى خسارة بعض الإثارة الموسمية.
كان شادي لويس بطرس قد تحدث مسبقًا في حوارات صحفية معه قال فيها هذا الحديث وأكده برفضه للجائزة وان سياق حديثه لم يكن كلامًا مرسلًاـ إنما موقف حقيقي.