«صحتك فى أمان».. قوافل طبية متخصصة فى أمراض النساء بـ«حياة كريمة»
يتصور البعض أن الإعلام يبالغ حين يصف المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» بالتاريخية، ويتوهم بأنها مجرد نشاط حكومى روتينى مغلف بهالة من التضخيم والمبالغة، لكن حقيقة الأمر تثبت للجميع أنها مبادرة تاريخية من النادر أن تتكرر.
المبادرة لا تكتفي بمشروعات البنية التحتية من مرافق عامة، مثل مياه الشرب والصرف الصحي والطرق والإنارة والاتصالات وغيرها، وهى أمور لو اكتفت بإنجازها المبادرة لاستحقت عن جدارة وصفها بالتاريخية، لكنها بالتوازى تتسلم الإنسان فتغذى عقله بنور المعرفة، وتتصدى للعادات القديمة المخالفة للفطرة السليمة، فتفند مساوئها، بكل جرأة وشجاعة.
وهذا ما فعلته فيما يتعلق بالنظرة السلبية التى ينظر بها الرجال فى القرى لأمراض النساء، والتحفظ الذى يبدونه فى حال طلبت الزوجة أو الابنة أو الأخت الاستشارة الطبية من طبيب، باعتباره أمرًا مخلًا بالشرف يستوجب رفضه ومنعه.
زوجى كان يخجل من الحديث عن تفاصيل مرضى
قالت فاطمة عبدالله، 50 سنة، من أهالى قرية جراجوس، التابعة لمركز قوص بمحافظة قنا، إنها كانت تعانى من نزيف حاد بالجهاز التناسلى، يصاحبه ألم قوى، ينغص عليها حياتها، وحاولت مرارًا أن تقنع زوجها بالسماح لها بزيارة طبيب مختص لطلب المساعدة، لكنه كان يرفض فى كل مرة، بحجة أن الوحدة الصحية الموجودة بالقرية يوجد بها طبيب ذكر فقط، وبدلًا من ذلك استدعى القابلة أو «الداية» وهى امرأة مسنة تضطلع بتوليد النساء فى القرى وتعالجهن بطرق بدائية.
أضافت: «أخبرتنى الداية أن كل شىء على ما يرام، وأنه لا يوجد ما يدعو للقلق، لكن ما حدث العكس، فقد تضاعف ألمى وزاد النزيف ولم تعد المسكنات تفيد».
واستكملت: «كان زوجى يرفض الحديث عن تفاصيل مرضى مع أهله أو أهلى، ومع تدهور حالتى الصحية اضطر لنقلى إلى المستشفى بين الحياة والموت، وهناك وجدت الفرق الطبية التابعة لقوافل (حياة كريمة) بمستشفى قوص العام، وأجروا لى الفحوصات الطبية اللازمة، والتحاليل، والأشعة، ليقرر الطبيب بعد الاطلاع أننى أعانى من تكيس شديد على المبايض».
وواصلت: «أخبر الطبيب زوجى أن تأخر نقلى إلى المستشفى فاقم المشكلة وتسبب فى تدهور حالتى، وأن عليه أن يعيد النظر فى رأيه بشأن الاستعانة بطبيب مختص فى أمراض النساء، لأنه كاد أن يتسبب فى إنهاء حياتى بسبب إصراره على موقف خاطئ».
وتابعت: «بسبب زياراتنا المتوالية بعد ذلك إلى طبيب أمراض النساء بالمستشفى، تغيرت نظرة زوجى للأمر، وتحول من شخص يتعامل مع أمراض النساء باستخفاف واستهانة إلى شخص واعٍ ومقدر لمخاطر تأخر طلب المساعدة الطبية من المختصين». واختتمت: «أتوجه بالشكر للأطباء القائمين على وحدة النساء والتوليد التابعة لقوافل مبادرة (حياة كريمة)، لمجهودهم الكبير المبذول فى القرية، خاصةً فى ملف تعامل الرجال مع هذه القضية، كما أشكر الرئيس السيسى الذى يهتم بأدق تفاصيل المواطنين فى القرى ويعمل ليل نهار على إسعادها.