في أول أيام 2023.. لاتين مصر يحتفلون بأقدم أعياد السيدة العذراء
تحتفل الكنيسة اللاتينية اليوم، برئاسة المطران كلاوديو كلوراتي، بحلول أول ايام العام الجديد، وتذكار السيدة العذراء مريم، ووفقا للكنيسة هو عيد كبير ومقدس ومن أقدم الأعياد الكبرى لـمريم العذراء ويتم فيه الإحتفال بعظمة مكانـة مريم كأم ليسوع الـمسيح إبن الله "مولوداً من إمراءة" الذى أتـى ليحررنـا من خطايـانـا ويجعلنـا أبناء للـه.
بهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: فلتبتهج الطبيعة من الفرح وليغتبط الجنس البشريّ كلّه، بما أنّ النساء هنّ محطّ الافتخار. فلترقص البشريّة كجوقٍ واحد، "فحَيثُ كَثُرَتِ الخَطيئَةُ فاضَتِ النِّعمَة". لقد جمعتنا والدة الله القدّيسة هنا، العذراء مريم، كنز العذريّة الأنقى، الجنّة الروحيّة لآدم الثاني، مكان اتّحاد الطبيعتين، مكان التبادل حيث أُنجز خلاصنا، الخِدرُ السماوي حيث اتّحد الربّ يسوع بجسدنا. إنّها هي العلّيقة الروحيّة التي لم تحرقها نار ولادة إله، وهي الغمامة الخفيفة التي حملت ذلك الذي يجلس على عرش الشيروبيم، وهي الجزّة النقيّة التي تلقّت الندى الإلهيّ... مريم، الخادمة والأم، والعذراء، والسماء، والجسر الفريد بين الله والبشر، ونول التجسّد الذي أُعِدّ عليه نسيج اتّحاد الطبيعتين بصورة تبهر الأذهان: أمّا الحائك، فقد كان الرُّوح القدس.
لم يزدرِ الله، بفضل طيبته، الولادة من امرأة، حتّى وإن كان الذي سيتكوّن في أحشائها هو الحياة بنفسها. ولكن لو لم تبقَ الوالدة عذراء، لم تكن هذه الولادة لتثير العجب؛ فقد كان ذلك ليكون ولادة إنسان بكلّ بساطة. ولكن بما أنّها بقيت عذراء حتّى بعد الولادة، كيف لا نتحدّث عن الله وعن سرّ لا يمكن التعبير عنه؟ لقد ولد بشكل لا يوصف، من دون دنس، هو الذي دخل لاحقًا من دون حاجز، والأبواب مغلقة، فصاح أمامه توما متأملاً اتّحاد طبيعتيه: "ربّي وإلهي".
إنّ ذلك الذي يعجز بطبيعته عن التألُّم، عرّض نفسه لآلام جمّة حبًّا بنا. لم يصبح الربّ يسوع المسيح قطّ إلهًا رويدًا رويدًا؛ بالطبع لا! ولكن بكونه الله، دفعته رحمته لأن يصبح إنسانًا، كما يعلّمنا الإيمان. نحن لا نبشّر بإنسان أصبح إلهًا، ولكننا ننادي بإلهٍ صار بشرًا. وقد وهب نفسه لخادمته لتكون أّمًّا له، هو الذي لم يعرف أمًّا بطبيعته والذي تجسّد في الزمان من دون أب.