جيمس فريزر صاحب «الغصن الذهبى» أبعد الكتب أثرًا فى الأنثروبولوجيا الاجتماعية
![جميس فريزر](images/no.jpg)
جيمس فريزر صاحب "الغصن الذهبي" أبعد الكتب أثرًا في الأنثروبولوجيا الاجتماعية. والسير جيمس فريزر، والمولود في مثل هذا اليوم من العام 1854، عالم أنثروبولوجيا أسكتلندي، وباحث في الأساطير الدينية منذ عصر ما قبل التاريخ.
ينحدر جيمس فريزر من أسرة واسعة الثراء، عاشت في مدينة جلاسكو بأسكتلندا، وتلقي تعليمه في جامعة جلاسكو أولًا حين كانت نظريات تشارلز داروين رائجة، والفكر ينعم بالتحرر، ودرس العلوم الكلاسكية وهي الفلسفة والفلسفة الطبيعية، ثم تابع دراسته في جامعة كامبريدج فدرس القانون في ميدل تمبل في لندن، وفي عام 1907 قبل أن يتولي منصب رئيس قسم الأنثروبولوجيا الاجتماعية في جامعة ليفربول، لكنه ما لبث أن تخلي عن منصبه هذا.
ويعد كتاب "الغصن الذهبي"، في أجزائه الـ12 علامة بارزة على طريق دراسة السحر وأصل الأديان، حيث إن الكتاب والمنشور في العام 1890، صدر والمفكرون يفتشون في حقائق الماضي ويسعون نحو تفسير الأفكار والمعتقدات البشرية.
لقد ترك كتاب جيمس فريزر "الغصن الذهبي"، أعمق الأثر في ثقافة العالم إلى حد تجاوز قراءه بمراحل عديدة. فاكتشافاته فيما يخص تطور المعتقدات يدخل في تيارات التغيرات الاجتماعية التي التفت حول نظرية داروين، ونظرية عالم الأنثروبولوجيا الاجتماعية تايلور، وغيرهما من أصدقائه المفكرين المحدثين.
كانت نظرة جيمس فريزر إلى تاريخ المعتقدات البشرية، تطورية ونفسية بصفة أساسية، فهو يتحدث عن الإنسان في انتقاله من إيمانه بالسحر وسيلة للسيطرة على بيئته إلى الإيمان الديني الذي يسعي إلى استرضاء الآلهة والأرواح.
أما المرحلة الثالثة المنطقية في هذه العملية كما يراها فريزر فهي الفكر العلمي، فقد بين في كتابه "الغصن الذهبي" للمرة الأولى أن أهمية المسائل المتعلقة بالمعتقدات البشرية لا تنبع من محتوياتها بل من مدلولاتها النفسية.
كان جيمس فريزر، من خلال كتابه "الغصن الذهبي"، أول من شرح ظاهرة "الطوطمية"، وأول كاتب حديث يتناول موضوع المحرمات بصورة جدية. فبعد 22 عامًا على صدور الطبعة الأولي من كتاب "الغصن الذهبي"، نشر سيجموند فرويد كتابه "الطوطم والمحرم"، كما اعتمد كارل يونج فيما بعد على اهتمامات فريزر بالتقاليد وتاريخ المعتقدات في تعريفه للنماذج الجماعية التي رأي أنها تقف وراء الخبرات الإنسانية.
يفرد جيمس فريزر في كتابه "الغصن الذهبي"، مساحة شاسعة من الكتاب لدراسة العلاقة بين السحر والدين عند البدائيين، ويبين أن هناك نقاطًا مشتركة بينهما لا سيما في محاولة تفسير الظواهر الطبيعية والسيطرة عليها. فالساحر الذي يستسقي لقبيلته ويحاول التحكم في أحوال الطقس، يؤدي طقوسًا وابتهالات يصفها "فريزر" بأنها خليط بين الشعوذة والدين، مثلها مثل القرابين التي تقدم على مذابح الآلهة طلبًا لتحقيق الأماني، وأعياد النار التي ما زالت الكثير من الجماعات البشرية تحتفل بها حتى يومنا هذا في العديد من أنحاء العالم.
ويعزز جيمس فريزر في كتابه "الغصن الذهبي"، كثيرًا من الممارسات الدينية والاجتماعية الحالية إلى عادات وثنية مغرقة في القدم، نراها مثلًا في إشعال النيران يومي الانقلاب الشمسي في الصيف والشتاء.