بحركات إيمائية صامتة.. فن البانتومايم على مسرح ثقافة شرم الشيخ
ببدلة سوداء أخفاها ظلام المسرح الفني استعدادا لعرض لوحة فنية إيمائية بفن البانتومايم لتتحرك جميع الحواس وتخرج أداءا تمثيليا دون كلمة واحدة.
وعلى خشبة مسرح قصر ثقافة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء، شاهد الجمهور عرض البانتومايم تحت اسم السارق والكيس الاسود للفنان الجزائري دادي عبد الرؤوف، ممثل ومخرج مسرحي عرض البانتومايم، فن الايحاء الايمائي ضمن فعاليات النسخة الاولى من مهرجان جنوب سيناء الدولي.
يقول الفنان الجزائري دادي عبد الرؤوف ان فن البانتومايم يعتبر منهج تكوين للمثلين الوافدين الذين يرغبون في خوض غمار مغامرات التمثيل.
وتابع عبد الرؤوف في لقاءه مع «الدستور» أن الأداء التمثيلي في البانتومايم أشبه بفاقدي البصر عندما يصيبه العمى، فيبحث عن حواسه الأخرى ليقويها ويعتمد على استخدامها دون كلمة واحدة ليتعلم أن يقول بحواسه الأخرى ما قل ودل ولكنه موحي على خشبه المسرح بإخراج غير واقعي.
وواصل «عبد الرؤوف» أن الشخصية الدرامية لفن البانتومايم تجمع بين الاجتماعي والفيزيائي ولكن الجانب النفسي لا نتعرف عليه من خلال تقلبات البطل والأحداث ليرجع السبب أن ذلك يتسبب فيه قصر وقت العروض الايمائية الذي لا يتعدى ٢٠ دقيقة.
وعن العرض المشارك في فعاليات مهرجان جنوب سيناء الدولي، تابع عبد الرؤوف، أن العرض يحكي عن دمية اصبحت بهذا الشكل نتيجة تعرضها لقوة خارقة تريد ان تسرق بها شيئا من التاريخ فتعاقب به لتعود صغيره غير من هيئتها، فالأحداث تمشي للأمام لنعرف الماضي.
وحكى الفنان الجزاىري دادي عبد الرؤوف، عن تجربته الفنية مع فن البانتومايم، أن احترفه منذ عام 2014 أي قبل 8 سنوات نظرا لكوننا نسير تجاه تيار مسرحي يعتمد على الصورة كثيرا أكثر من السيناريو الكلامي الطويل، لكون المشاهد اصبحت من صفاته الممل ويريد ان يشاهد لوحات فنية سريعة الإيقاع بمحتوى محدد.
وعلق بأن أول تمثيلية في تاريخ البشرية كانت بفن البانتومايم عندما مثلها الغراب في دفن أخيه، فكان مشهد إيحائي يصل رسالة للبشرية دون أي كلمة واحدة.
وعن الجمهور واصل عبد الرؤوف، أن الجمهور المشاهد لفن البانتومايم غير مطلوب منه سوى أن يعطي انتباهه لفنان الفن الإيمائي لاستقبال الرسالة الموجهة الصامتة ذات المدلول الفني الواضح.