وزير الأوقاف: الإسلام دين التراحم والتكافل
قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن «الأمر كله بيد الله وحده، بيده الخير سبحانه وبحمده، يعز من يشاء ويذل من يشاء ويعطي من يشاء ما يشاء وقت ما يشاء، ويمنع سبحانه عمن يشاء ما يشاء متى يشاء، لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه»، يقول سبحانه: «وإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ».
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة بمسجد العوام بمحافظة مرسى مطروح، واستشهد بقوله تعالى: "وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ، ويقول سبحانه على لسان الهدهد: "أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ"، يقول ابن عباس (رضي الله عنهما) وبعض أهل العلم: إن الهدهد أعطاه الله خاصية معرفة الماء في تخوم الأرض، ويتسق ذلك مع قوله تعالى في سورة الكهف: "وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ"، فيخرج سبحانه ما يشاء وقت ما يشاء على يد من يشاء لمن يشاء، يقول سبحانه: "وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ".
ويقول سبحانه: "أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ إِنَّا لَمُغْرَمُونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ"، فالزارع الحقيقي هو الله، ويقول سبحانه: "أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ"، الأمر كله عنده سبحانه: "وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ".
وأكد أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين، المعطي لمن يشاء والمانع عمن يشاء بيده الأمر وإليه ترجعون، وأن ما عند الله ينال بطاعته وأسبابه، قال تعالى: "وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ"، ومن حكمة الله (تبارك وتعالى) أن ربط العطاء بالعطاء والمنع بالمنع، يقول (سبحانه وتعالى): "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ"، وفي الحديث القدسي يقول اللَّهُ (عزَّ وجلَّ): "أنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ وقالَ: يَدُ اللَّهِ مَلْأَى، لا تَغِيضُها نَفَقَةٌ، سَحَّاءُ اللَّيْلَ والنَّهارَ"، ودخل سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على بلالٍ (رضي الله عنه) وعنده صُبْرَةٌ من تَمْرٍ، فقال: ما هذا يا بلالُ ؟ !، قال: شيءٌ ادَّخَرْتُهُ لِغَدٍ، فقال: أَمَا تَخْشَى أن تَرَى له غَدًا بُخَارًا في نارِ جهنمَ يومَ القيامةِ ؟ ! أَنْفِقْ بلالُ ! ولا تَخْشَ من ذِي العرشِ إِقْلالًا".
ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "إنَّ للهِ عندَ أقوامٍ نعمًا أقرَّهَا عندَهُم؛ ما كانوا في حَوائجِ المسلمينَ ما لَم يَمَلُّوهُم، فإذا مَلُّوهُم نقلَها إلى غيرِهِم"، للمال حق قال تعالى: "وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ"، حق واضح من زكاة وصدقات وقضاء حوائج، أنفق ينفق عليك، أمسك يمسك عنك، فما استحق أن يولد من عاش لنفسه، يقول (عز وجل): "هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ".
وفي الحديث أن رجلًا جَاءَ إلى النبيِّ (صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ)، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا؟ فَقالَ: أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ" في مقتبل عمرك وحياتك وإقبال الدنيا عليك "تَخْشَى الفَقْرَ، وَتَأْمُلُ البَقَاءَ، وَلَا تُمْهِلَ حتَّى إذَا بَلَغَتِ الحُلْقُومَ" أي إذا بلغت الروح الحلقوم وجاءت ساعة الموت "قُلْتَ: لِفُلَانٍ كَذَا، وَلِفُلَانٍ كَذَا، وَقَدْ كانَ لِفُلَانٍ" قد لا تُمهل، بعض الناس يقول أتمنى أن أفعل وأريد ويعطيك كلاما فيفاجئه الأجل قال تعالى: "وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ" كان يتمنى أن ينفق لكن فاجأه الأجل "كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ" فإذا أردت الخير فعجل به قبل فوات الأوان، فالبخل سوء ظن بالله، والكرم حسن ظن بالله.
وأكد وزير الأوقاف أن للفقراء في أموال الأغنياء حقًّا فأعطوا كل ذي حق حقه تسعدوا في الدارين، سائلًا الله تبارك وتعالى أن يبارك هذه البلدة الطيبة وأهلها وأن يجزيهم خيرًا عما قدموا وما بذلوا من فداء وتضحية في ملحمة عظيمة سطرها أهالي مطروح إلى جانب قواتنا المسلحة الباسلة في لحمة عظيمة بين قواتنا المسلحة الباسلة وأبناء هذا الشعب، وأن يوسع الله على مصر وأهلها وأن يخرج لها الخبء النافع من الأرض والسموات، من البر والبحر، وأن لا يحوجها إلى أحد سواه وأن يهدينا إلى سواء السبيل.