صفقات متبادلة.. التحالف بين روسيا وإيران.. الأسباب والنتائج
التحالف الإيراني الروسي المتنامي، يلقى بظلاله على العديد من الملفات الإقليمية والدولية، وتهتم به الولايات المتحدة والغرب على نحو خاص، ومن المتوقع أن يكون له الكثير من النتائج التي ستصبح ملموسة في المدى القريب.
التحالف الروسي الإيراني بدأ بصفقات «دعم متبادلة» بهدف تحقيق نتائج جيوسياسية وعسكرية ملموسة، إذ بدأ بدعم إيران لـ«روسيا» في حربها ضد أوكرانيا بطائرات دون طيار، ثم تلاها، دعم روسيا لـ«إيران» بالتكنولوجيا الدفاعية.
دعم إيران لـ«روسيا»
جاء الدعم الإيراني لـ"روسيا" مفاجأة في وقت سابق من عام 2022، عندما تداولت أنباء عن إرسال إيران طائرات دون طيار إلى روسيا لمساعدتها في حربها في أوكرانيا، روسيا من جانبها تحاول شن حرب على أوكرانيا بثمن بخس (في ظل العقوبات والأموال الطائلة التي أنفقتها في الحرب) أي محاولة استخدام أسلحة رخيصة نسبياً وفعالة، وعندما يتعلق الأمر بالطائرات دون طيار، فإن إيران رائدة، فمن المعروف أن الطائرات دون طيار الإيرانية ليست باهظة الثمن وفعالة في الوقت نفسه.
دعم روسيا لـ«إيران»
الصفقة الأولى نتجت عنها، الصفقة الثانية، فبعد المساعدة الإيرانية لـ"روسيا" حان وقت سداد الدين، ولهذا بعد أشهر من الصفقة الأولى، قامت روسيا بتقديم دعم "غير مسبوق" لـ«إيران». وقد شمل هذا تقديم روسيا الدعم العسكري والتقني لـ«إيران».
من جانبه، علق المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي قائلاً: "إن روسيا تسعى للتعاون مع إيران في مجالات مثل تطوير الأسلحة والتدريب". يمكن أن يشمل ذلك معدات عسكرية متطورة.
بالنسبة إلى إيران، فإن الهدف هو إسرائيل إذ تستخدم إيران بالفعل وكلاء، مثل حزب الله، لتهديد إسرائيل منذ سنوات. كما استخدمت إيران بشكل متزايد الطائرات دون طيار كتهديد ولم تصدر ذخائر دقيقة التوجيه إلى حزب الله في لبنان فحسب، بل نقلت أيضًا الميليشيات والأسلحة إلى سوريا والعراق. ويشمل ذلك الصواريخ الباليستية والدفاعات الجوية وأنظمة أخرى مثل الطائرات دون طيار.
الدعم الروسي لـ"إيران" ليس الأول من نوعه، فقد دعمت روسيا إيران على مدى عقود بطرق مختلفة، وتعلمت إيران من روسيا تكنولوجيا الدفاع الروسية، وطبقت إيران ذلك على صواريخها الباليستية والدفاعات الجوية والتطورات الأخرى.
ما النتائج؟
التحالف الروسي الإيراني على الصعيد العسكري، قد يساعد إيران من خلال التكنولوجيا التي تعمل على تحسين ذخائرها الموجهة بدقة، أو صواريخ كروز، أو دفاعاتها الجوية، أو حتى تكنولوجيا الطيران. وعلي الصعيد السياسي والتجاري، يمكن لروسيا أيضًا أن تساعد إيران في شراكة مع دول مثل الصين وكوريا الشمالية في صفقات ثلاثية.
بالنسبة إلى روسيا، فإن الشراكة مع إيران هي طريقتها لتحقيق التوازن بين الهيمنة الأمريكية وتحدي الولايات المتحدة، فضلاً عن مساعدتها في الحرب على أوكرانيا.
وتزامناً مع زيارة الرئيس الصيني إلى الخليج، فإن إيران أكثر حرصاً على تطوير علاقتها بروسيا، مع تصاعد مخاوفها أن تفضل الصين الخليج عليها.
بالنسبة إلى إسرائيل، فإن التحالف المتنامي سيكون له تداعيات، ومن شأنه أن يؤثر على عمليات إسرائيل ضد وكلاء إيران، خاصة مع تهديد إيران للملاحة في المنطقة، ومن المتوقع أنه بعد التكنولوجيا الروسية، قد تصبح هجمات إيران أكثر قوة ودقة. فالتعاون بين إيران وروسيا سيمنح الإيرانيين معرفة وخبرة لمساعدتهم على مهاجمة أهداف في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى القلق الإسرائيلي من إمكانية أن تزود موسكو إيران بصواريخ باليستية قصيرة المدى، كجزء من تعميق التعاون بينهما.
من ناحية أخرى، فإن التقارب بين إيران وروسيا سيضر بشكل أكبر احتمالات تجديد الاتفاق النووي. وحبسب التقديرات، فإن استعداد الولايات المتحدة والدول الأوروبية للعودة إلى الاتفاق النووي "قريبة من الصفر". ولكن هذا التقارب سيقضي على الفرص المتبقية للعودة إلى الاتفاق.