بعد تسجيل حالة جديدة.. هل سيتفشى جدري القرود في مصر وما المؤشرات؟
إعلان الصحة الأخير عن تسجيل إصابة جديدة بمرض جدري القرود كان السبب في ذعر الكثير من المواطنين جراء الخوف من تفشي هذا المرض في مصر ليصبح وباءًا مثلما أصبح كورونا من قبله.
وكانت الإصابة قد تم إعلانها الخميس 8 ديسمبر وهي لرجل يبلغ من العمر 39 عامًا، لتعتبر بذلك الحالة الثالثة في مصر المكتشفة حتى الآن، وذلك بعد رصد أول حالتين في سبتمبر الماضي، وهو الأمر الذي جعل وزارة الصحة المصرية تحذر المواطنين من مرض "جدري القرود"، موضحة أنه تم حجز الشخص المصاب في أحد المستشفيات الحكومية.
فهل سيتفشى جدري القرود مثلما تفشى "كورونا"؟ ذلك هو السؤال الأهم في هذه الفترة
الدكتور فادي عبد الباري استشاري الفيروسات أوضح في حديثه لـ«الدستور» أن فيروس جدري القرود لن يتحول إلى جائحة عالمية مثل فيروس كورونا وأرجع ذلك بسبب أن انتشار عدوى الفيروس يأتي بعد ظهور الأعراض، وذلك حسب دراسة أمريكية مثلما أشار موضحًا أن فيروس كورونا يتميز بانتقال العدوى قبل ظهور الأعراض.
وتابع «فادي» بقوله إن جدري القرود ليس مرضًا سريع الانتشار مثل «كوفيد 19»، موضحًا أنه حتى وفي حال حدوثه فهناك معلومات كافية عن هذا الفيروس، مُشيرًا إلى أن الجدري قد اختفى منذ القرن الماضي إلا أن العالم جاهز حاليًا لمراقبة جدري القرود بسبب تشابهه مع الجدري"، مردفًا أن هناك العديد من اللقاحات والأدوية التي تساعد في وقاية وعلاج المرضى.
وأضاف أن هذه اللقاحات لم تكن من قبل متاحة للعامة، بعد أن أوقف التطعيم بها في أعقاب استئصال مرض الجدري من العالم، إلا أنها الآن أصبحت متاحة.
ما هو جدري القردة؟
جدري القردة هو مرض يسببه فيروس جدري القرود، إنه مرض فيروسي حيواني المصدر يمكن أن ينتقل من الحيوانات إلى البشر، يمكن أن ينتشر أيضًا بين الناس من خلال الاتصال الوثيق بشخص مصاب.
أعراضه
استشاري الفيروسات نهاد عطية كشفت "للدستور" ن بعض الأعراض المصاحبة للإصابة بـ«جدري القرود» موضحة أن من بينها ارتفاع درجة حرارة الجسم والحمى والطفح الجلدي في الوجه وكذلك الأطراف، وتابعت بقولها أن المرض يمر بمراحل متعددة تتطور إلى بثور مليئة بسائل، ثم تجف في النهاية وتنتهي إلى قشور، وحينها يصبح المريض غير معدٍ.
الفرق بينه وبين الجدري المائي
أما عن الفرق بين الجدري "العادي" وجدري القرود قالت نهاد أنه في حال الإصابة بجدري القرود فإنه يسبب التهابًا وتضخم الغدد الليمفاوية، إذ يظهر هذا التضخم في محيط الرقبة وتحت الإبط وغيرها من مناطق الجسم.
وتابعت أنه من بين الفروق فرق بين فترة حضانة كل منهما موضحة أن فترة حضانة جدري القرود تتراوح من 5 إلى 21 يومًا بينما فترة حضانة الجدري المائي من 4 إلى 7 أيام، وأشارت إلى أن هناك أيضًا فروق في البثور بين كل من الجدري المائي وجدري القرود، لافتة إلى أن جدري القرود يسبب بثور صغيرة تبدأ في التطور على الوجه، وتنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم بينما جدري الماء يظهر على الصدر والظهر ثم على الوجه وأجزاء الجسم الأخرى مسببًا أكثر من 250-500 بثور شديدة الحكة.
كيف ينتقل؟
كما أشارت إلى أن فيروس جدري القرود ينتقل إذا كان الشخص على اتصال مباشر بالفيروس من حيوان مريض أو إنسان أو مواد مصابة بالفيروس، مضيفة أنه يمكن للفيروس أن يدخل الجسم من خلال تشقق الجلد أو الجهاز التنفسي أو الأغشية المخاطية، في هذه العدوى، كما يمكن أن يحدث أيضًا انتقال من حيوان إلى إنسان ومن إنسان إلى إنسانة، بينما مع جدري الماء يمكن للفيروس أن ينتشر بسهولة من إنسان إلى إنسان، ويمكن أن ينتقل إلى الأشخاص الذين لم يصابوا بالمرض من قبل أو لم يتم تطعيمهم بعد.
أما عن طرق انتقال الفيروس قال الدكتور أحمد عوض استشاري المناعة أن الأشخاص المصابون بجدري القردة معديون بينما تظهر عليهم الأعراض، وتابع أنه يمكن لأي شخص أن يصاب بجدري القرود من خلال الاتصال الجسدي الوثيق مع شخص تظهر عليه الأعراض، موضحًا أنه ينتقل كذلك عن طريق سوائل الجسم مثل السوائل أو القيح أو الدم من الآفات الجلدية، وكذلك من خلال الملابس أو الفراش أو المناشف، وكذا أواني الطعام، الأطباق الملوثة بالفيروس من ملامسة شخص مصاب يمكن أن تصيب الآخرين أيضًا.
وأضاف أن الفيروس ينتقل من خلال اللعاب ويمكن أيضًا أن تكون القرحة أو الآفات أو القروح في الفم معدية، مضيفًا أن الأشخاص الذين يتعاملون قرب كثب مع شخص مُعد بمن في ذلك العاملون الصحيون وأفراد الأسرة والشركاء الجنسيون، يكونون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
وتابع أنه يمكن أن ينتقل الفيروس أيضًا من المرأة الحامل إلى الجنين أو إلى الطفل أثناء الولادة أو بعدها من خلال ملامسة الجلد للجلد لم يتضح بعد ما إذا كان الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض يمكن أن ينشروا المرض.
وأشار عوض إلى كيفية الوقاية من الإصابة بجدري القرود، موضحًا أنه يجب تجنب ملامسة الحيوانات التي من المتوقع أن تكون حاملة لمرض جدري القرود، كما يجب تجنب ملامسة أي أدوات خاصة بالحيوانات.
وتابع أنه يجب غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون واستخدام معقمات اليدين، وكذا استخدام أدوات الوقاية الشخصية مثل الكمامات والقفازات الطبية.
ماذا قالت منظمة الصحة العالمية عنه؟
وكانت قد حددت منظمة الصحة العالمية فترة عدوى جدري القرود على مرحلتين، المرحلة الأولى وتعرف بـ مرحلة الغزو والتي قد تدوم إلى 5 أيام، وتظهر خلال فترة غزو جدري القرود بعض الأعراض منها الحمى، الصداع الشديد، تضخم العقد الليمفاوية، آلام في الظهر وباقي عضلات الجسم.
أما عن المرحلة الثانية والتي عرفتها منظمة الصحة بـ فترة الطفح الجلدي، والتي تبدأ في الغالب منذ اليوم الأول أو اليوم الثالث من الإصابة، ويظهر خلال المرحلة الثانية من العدوى بفيروس جدري القرود، الطفح الجلدي على الوجه والأطراف، وعادة ما تزول أعراض وعلامات الإصابة بجدري القرود في فترة تتراوح ما بين أسبوعين حتى 4 أسابيع.
وكان قد اكتشف فيروس "جدري القرود" لأول مرة داخل مختبرات في الدنمارك عام 1958، وتم الإبلاغ عن أول إصابة بشرية في جمهورية الكونغو الديمقراطية عام 1970. وشهدت الولايات المتحدة حالات انتشار للفيروس عام 2003 من جراء استيراد فئران من إفريقيا".
ماذا فعلت مصر لمنعه دخول البلاد؟
كان الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، قد قال في تصريحات سابقة، قبل اكتشاف أول حالة، إنه لا يزال احتمالية انتشار المرض في دول الشرق الأوسط غير مرتفعة.
وأضاف عبدالغفار أنه تم رفع مستوى الترصد والاشتباه في جميع المنافذ البرية والبحرية والحجر الصحي مع إصدار دليل إرشادي للأطباء بالمحافظات لبيان كيفية تشخيص وعلاج أي حالات يثبت إصابتها، في الوقت نفسه قالت وزارة الصحة والسكان إن الحالة التى تم الكشف عن إيجابية اصابتها بمرض جدرى القرود مستقرة وتتلقى العلاج.