لماذا فشلت السعودية وتونس فى الصعود لدور الـ16 بمونديال قطر؟
يوم حزين عاشه العرب في مونديال قطر 2022، أمس، بدأ بخروج منتخب تونس من البطولة رغم فوزه التاريخي على فرنسا بهدف وهبي الخزري.
ودفع «نسور قرطاج» ضريبة جبن مدربهم جلال القادري أمام أستراليا، فبدلًا من تكثيف التقدم والعمل الهجومي، والاستعانة بالعناصر التي تخدم ذلك، لجأ إلى الدفاع والمبالغة في التراجع، حتى استقبل هدفاً من خطأ ساذج، حرمه والتوانسة من الاستفادة من الفوز التاريخي أمام فرنسا.
لو اعتمد «القادري» علي نفس النهج الذي اتبعه أمام فرنسا وحقق به الانتصار لفاز بالنقاط الثلاث أمام أستراليا وعبر إلى الدور الثاني. صحيح أن منتخب فرنسا لعب بالبدلاء، لكن هؤلاء البدلاء ليسوا أسوأ أو أقل من أساسيي أستراليا.
لذا لم يكن من الغريب أن ينقسم المشجع التونسي، ما بين الاحتفال بالانتصار على بطل العالم، في إنجاز غير مسبوق للعرب، وبداخله شخص مقهور على تفويت فرصة عظيمة للعبور، أهدرها منتخب بلاده أمام أستراليا.
أما المنتخب السعودي الذي أبهر العالم في انطلاقته أمام الأرجنتين، وأسقط ليونيل ميسي المرشح الأول للتتويج بالمونديال، فودع هو الآخر بعد خسارتين متتاليتين أمام بولندا والمكسيك.
ربما الأمر مفاجئ لمشجع كرة القدم العادي، لكن المتابع الجيد سيرى ما جرى هو المنطق، وما كان أمام الأرجنتين هو الاستثناء.
ليس تقليلًا من «الأخضر» وما قدمه لاعبوه أمام ميسي ورفاقه، لكن التوفيق الذي حالفهم لم يكن له مثيل، فعلى سبيل المثال سجل المنتخب السعودي هدفين في شباك «راقصي التانجو»، رغم أن نسبة الأهداف المتوقعة من الفرص المتاحة كانت ١٥٪، أي وفق ما قدمه المنتخب السعودي، لا يستطيع تسجيل خمس هدف واحد، بينما سجل الأرجنتين هدفًا واحداً، رغم أن الأرقام أشارت استحقاقه ٢.٣ هدف، عوضًا عن 3 أهداف استقبلها محمد العويس وأُلغيت بسبب التسلل على تفاصيل بسيطة.
قدم المنتخب السعودي ملحمة بدنية أمام الأرجنتين، استنفدوا كل ما لديهم، لدرجة حولت فراس البريكان وسالم الدوسري إلى ظهيرين يدافعان في الخلف، رغم أنهما جناحين بالأساس، ورأينا الظهيرين الرئيسين ياسر الشهراني وسعود عبد الحميد في العمق كقلبي دفاع إضافيين.
كان لا بد أن يكون لهذا المردود الخرافي أثرًا سلبياً، وضريبة دُفعت لاحقًا، فأصيب جراء ذلك عمود الفريق وركنه الأساسي سلمان الفرج، المتحكم بالرتم والإيقاع، وسقط معه ياسر الشهراني، وبعدهما عبدالإله المالكي.
وحينما انتقلت الضغوط إلى «الأخضر» وبدا الطرف المرشح للفوز على بولندا والمكسيك، بدا غير مستعد لذلك، فاللعب في الظل بعيدًا عن الضغوط أسهل كثيرًا من تسليط الأضواء.
كل هذا ترافق مع غزارة الاحتفالات، وتصوير «الأخضر» زعيمًا، ولا أنسى أحاديث بعض الجمهور السعودي هنا في الدوحة عن تنامي الأحلام واتساع الخيال لدرجة جعلتهم يرددون: «لما لا نفوز بالمونديال؟».
هذه المبالغة لا يمكن تهميشها، فحتى لو لم تكن سببًا في التراجع، فلابد أنها واحدة من المسببات التي أحدثت حالة من الحماسة المفرطة فقد معها الفريق التركيز.
اندفاع مبالغ فيه أمام بولندا، وقلة تركيز أدت لظهور مساحات كبيرة وأخطاء ساذجة، ولا يمكن النظر لهذه الأشياء بمعزل عما جرى من تضخيم وحفاوة خارج الملعب.
هيرفي رينارد بعد مباراة المكسيك قال إنهم نجوا من خسارة مدوية، لولا محمد العويس، الذي كان بطل أحاديث الدوحة، ليلة أمس الأول، بما تصدى إليه من كرات مستحيلة حمت سمعة المنتخب السعودي.