«الكاثوليكي والمسلم» رسالة الروائي البرازيلي باولو كويلو إلى العالم
«الكاثوليكي والمسلم» هي واحدة من أجمل قصص الكاتب البرازيلي الشهير باولو كويلو، المعروف عنه مدى انفتاحه على الثقافات والديانات المختلفة، ومنها الثقافة العربية والدين الإسلامي.
وإذا تتبعت أعمال باولو كويلو ستجد العرب والمسلمين موجودين في جل كتاباته، خاصة روايته الأشهر «الخيميائي» التي بدأت أحداثها من إسبانيا مرورا بالمغرب وتونس من أجل الوصول إلى مصر، حيث الكنز المدفون تحت الهرم الأكبر.
في قصته «الكاثوليكي والمسلم» أراد باولو كويلو أن يقول كلنا عباد الله ويجب أن نبحث عن المشترك بيننا كي يحب بعضنا بعضا ليعيش الكل في سلام.
تفاصيل القصة
يقول باولو: «خلال وجبه غداء كنت أتحدث مع كاهن كاثوليكي وشاب مسلم، وعندما مر النادل حاملا صينية أخذ الجميع إلا الشاب المسلم وكان يحترم الصيام الذي نص عليه القرآن، وبعد انتهاء الغداء خرج المدعوون ولم يتأخر أحدهم عن القول ألا ترى كم المسلمون متعصبون من حسن الحظ أنكم لا تشبهونهم في شيء، وقال الكاهن بلى هذا الشاب يحاول طاعة الله مثلي ولكننا نتبع قوانين مختلفة ثم ختم كلامه قائلا من السوء بمكان ألا يرى الناس إلا ما يفرق بينهم لو أنهم ينظرون إلى بعضهم بحب أكثر لرأوا ما يجمع بينهم ولحلت نصف مشكلات العالم».
الهدف من القصة
لأن باولو كويلو كاتبا لا يهدف إلى التسلية في كتاباته بل يصبو دوما إلى فكرة واحدة وأساسية وهي أننا بنى آدم وأن كل مكوناتنا الكيميائية واحدة وأن الاختلاف فيما بيننا اختلاف قشري لا يمكنه أن يمحو الجوهر الأساسي الذي خلقنا الله عليه، لذا جاءت قصته الكاثوليكي والمسلم على هذا النحو، وفي الحقيقة تعد هذه القصة عبارة عن رسالة للغرب المصاب بالإسلاموفوبيا أن الاسلام والمسلمين ليسوا كذلك، بل طالبهم من خلال الكاهن الكاثوليكي أن يبحثوا عن المشترك وأن يبتعدوا عن المختلف عليه وليعتقد كل منهم ما يشاء فكل يرجع إلى ربه في نهاية الأمر.
وتعد قصة الكاثوليكي والمسلم رسالة سلام من كاتب عالمي يعرف أن كتاباته ستصل إلى كل بلاد الأرض فتنشر المحبة والسلام.