خبير لـ«الدستور»: استضافة مصر للمحادثات النووية بين روسيا وأمريكا يقرب وجهات النظر
تستعد مصر لاستضافة اجتماعات بين الولايات المتحدة وروسيا؛ لمناقشة تمديد اتفاقية رئيسية للحد من الأسلحة النووية، “ستارت”، وذلك في الفترة من 29 نوفمبر إلى 6 ديسمبر المقبل.
وفي هذا الإطار قال ناصر فياض، الباحث في قضايا القانون الدولي العام، إن استضافة مصر لمحادثات اللجنة الاستشارية الأمريكية الروسية بشأن تطبيق معاهدة "ستارت"، حدثًا مهمًا وإيجابيًا جدًا عالميًا، نظرًا للصراع الروسي الأوكراني، خاصة كون روسيا دولة نووية، وقد أعرب الكثيرون في أوروبا والولايات المتحدة عن خشيتهم من نقل روسيا لأسلحة نووية واستراتيجية إضافية إلى أوكرانيا، مما قد يؤدي في حال حصوله، إلى الإخلال ببنود المعاهدة.
أسباب اختيار مصر لاستضافة المحادثات النووية بين روسيا والولايات المتحدة
وتابع “فياض” في تصريحات لـ"الدستور"، أن اختيار مصر لاستضافة المباحثات بين روسيا والولايات المتحدة لم يكن مفاجئا أو وليد صدفة، مشيرا إلى أن سياسة مصر المتوازنة وموقعها الريادي في العلاقات الدولية جعلها محل ثقة لروسيا والولايات المتحدة معًا.
وأضاف “لقد لعبت مصر ومازالت دورًا مهمًا في تقريب وجهات النظر وكوسيط في النزاعات الإقليمية والدولية وعلى صعيد القارة الإفريقية. فمن هذا الإطار يمكن النظر إلى اختيار مصر لبدء محادثات اللجنة الاستشارية الثنائية لمعاهدة ستارت-٢”.
أجندة المباحثات بين روسيا والولايات المتحدة في مصر بشأن "ستارت"
وأوضح “فياض” أن تمديد معاهدة الحد من الأسلحة النووية والاستراتيجية بين روسيا والولايات المتحدة هو حدث مهم جدًا، أولآ، لأن الاتفاق بين هاتين الدولتين النوويتين الأكبر في العالم له انعكاسات إيجابية على التوازن النووي، الحد من انتشاره وعلى السلم العالمي، وثانيًا، لأن تمديد هذا الاتفاق قبل بدء النزاع الروسي الأوكراني مما أعطى الاتفاق أهمية قصوى لناحية عدم نقل أسلحة استراتيجية إضافية إلى منطقة النزاع خاصة وأوروبا عامة.
وأكد فياض أن أبرز النقاط العالقة بين الولايات المتحدة وروسيا اليوم هي آليات التفتيش وإمكانية استئنافها مجددا، مشيرا إلى أنه تم تجميد عمليات التفتيش التبادل بين الدولتين عام ٢٠٢٠ بسبب كورونا “كوفيد 19” ومنذ ذلك التاريخ والدولتان لم تجريا أي محادثات في هذا الشأن. من هنا تأتي أهمية هذه المحادثات في مصر.
وقال ناصر فياض إنه تم تمديد معاهدة "ستارت-٢" لخمس سنوات تنتهي عام ٢٠٢٦، مشيرا إلى أن المحادثات بين روسيا وأمريكا للحد من انتشار الأسلحة الاستراتيجية كانت دائما تتسم بالصعوبة، ولكن أهمية هذا الأمر وانعكاساته على السلم العالمي ساهمت دائما بالتوصل إلى الاتفاق بين البلدين.
وشدد فياض على أن الحرب الروسية الأوكرانية أدت إلى شرخ كبير في العلاقات بين البلدين، وفي حال استمرار هذه الحرب لسنوات ستؤدي بلا شك إلى صعوبات إضافية في تمديد المعاهدة.