أيادٍ ذهبية.. سيدات الواحات يصنعن 50 منتجًا آمنًا من المخلفات الزراعية
رغم تقدم العمر، لم تستسلم سيدات الوادي الجديد، للجلوس دون عمل، في سبيل سعادة الزائرين المحبين لتلك المشغولات اليدوية البيئية الصحية التي بدأت تخرج للنور مجددًا بالمحافظة، بعد تقليص استخدامات البلاستيك في مصر لمواجهة التغيرات المناخية.
وتعتبر مشغولات الخوص اليدوية في الوادي الجديد من أفضل المنتجات التي تحافظ على البيئة والمناخ ويمكن تحللها بسهولة عكس البلاستيك الذي يتحلل بعد عدة قرون، ولجأ بعض الأهالي في الواحات إلى إعادة استخدام منتجات الخوص الصحية والتي من شأنها الحفاظ على البيئة سليمة خالية من الأمراض والانبعاثات.
تقول الحاجة «صابرة محمدين»، من أهالي الوادي الجديد: «رغم مشقة التعب والسهر في البرد القارس، إلا أننا لم نتوقف أبدًا عن العمل والصناعة في تلك المهنة التي توارثناها عن أمهاتنا وأجدادنا منذ الصغر، فهي مهنة لا تقل عن أي مهنة موجودة في مجتمعنا، بل هي أشد المهن صعوبة في جمع الخوص وتليينه وتجميعه في ضفائر حلزونية كبيرة وتجميعه مرة أخرى حسب المنتج المراد تصنيعه».
وأضافت أن هناك أكثر من 50 منتجًا ونوعًا يصنع بالخوص وتستخدمه الأسر الواحاتية وغيرها في مناحي مصر، فاستخدام منتجات الخوص صحية جدًا؛ لأنها من الطبيعة ولا يدخل فيها أي عنصر خارجي، حيث يتم استخدام سعف النخيل لبناء الجسم وليف النخيل للتغريس والخياطة، مرددة عبارة «من فات قديمة تاه».
وأكدت «أم محمد مدبولي» من مركز الداخلة، أنها تعشق هذه المهنة منذ صغرها، حيث اعتادت جمع جيرانها في المساء في قاعة البيت المبني من الطوب اللبن، لصناعة هذه المشغولات وعرضها في المحال التجارية أو المعارض باستمرار، مؤكدة أن بعض الأهالي يطلبون بعض المنتجات لتصنيعها وتبادر بالحجز في بعض الأحيان خاصة وقت الموسم الزراعي؛ لاستخدام البدارات والغلاء والمقاطف والشمسيات الخوص لحمايتهم من أشعة الشمس المباشرة وغيرها من المنتجات التي تصنع من الخوص يدويًا.
وأضافت: «منتجاتنا كانت مهمشة ولا قيمة لها، ووجدنا اهتمامًا من الرئيس عبدالفتاح السيسي، والقيادات السياسية بإقامة معارض مستمرة بكل المحافظات ومعارض سنوية مثل معرض "تراثنا" وغيرها من المعارض التي اهتمت بعرض المشغولات اليدوية والخوص والتي بدأت في الانتشار وخروج منتجاتنا للنور مرة أخرى».