شيخ الطريقة السمانية بالسودان: التطرف سببه الرئيسى الجهل بالدين (حوار)
أكد الدكتور هاشم قريب الله، شيخ الطريقة السمانية بدول السودان على الدور المهم والمحوري الذى يقوم به التصوف والصوفية حول العالم، وذلك من خلال تعريف الناس بالمبادئ الصحيحة للدين.
وأوضح شيخ السمانية بالسودان خلال مشاركته فى ملتقى أهل التصوف وإشكالات الطفولة والشباب بالمغرب الذى نظمته الطريقة البصيرية، على أن الطرق الصوفية تقوم بدور مهم، وذلك يظهر من خلال الملتقيات والندوات العلمية الدولية التى تنظمها الصوفية بشكل دائم ومستمر مثل هذا الملتقى الذى نظمته الطريقة البصيرية الشاذلية بالمغرب.
ماهو سر مشاركتكم هذا العام في الندوة الدولية التي تنظمها الطريقة البصيرية هنا في المغرب والتى جاءت بعنوان " أهل التصوف وإشكالات الطفولة والشباب "؟
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، الحمد لله رب العالمين ، نحن نشارك في هذه الندوة والملتقى العلمي منذ أكثر من 12 عام ، وظلت هذه الندوة دائما ما تعقد تحت عناوين مختلفة ، هذه العناوين كلها تحاول الإجابة عن بعض الأسئلة التي تهم الأمة الإسلامية والعربية ، وعقدت هذه الندوة تحت شعار أهل التصوف وإشكالات الطفولة والشباب ، وتناولت عديد من الأوراق وجمعت خيرة العلماء من مجموعة من الدول العربية وغير العربية ، وتناولوا هذه القضية بالبحث والدراسة وحاولوا أن يجيبوا على هذه الأسئلة الصعبة ، خاصةً أن الظرفية الحالية تنبئ بأن الطفولة والشباب يعني تعاني معاناة كبيرة جدا من حالة الغزو الثقافي الغربي الذي يريد أن يغير منظومة القيم عندنا، والفضل يرجع فى تنظيم هذه الندوة إلى الطريقة البصيرية بقيادة شيخها إسماعيل بصير حفظه الله، والدكتور عبد المغيث بصير عضو المجلس العلمى وجميع قيادات الطريقة البصيرية ومؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات الصوفية، بالمغرب
ندوة هذا العام جاءت تحت عنوان " التصوف والشباب" ، فهل يمكن تسليط الضوء على دور التصوف في حماية الشباب و الأطفال والنشء من المخاطر المجتمعية المختلفة ؟
التصوف له دور عظيم وكبير جدا في هذه القضية ، فنحن نعلم أن الأطفال والشباب هم نصف الحاضر وكل المستقبل ، ولا بد أن نحصن أطفالنا بمجموعة من القيم التربوية والروحية التي تمكنهم من أن يشكلوا مجتمعنا المستقبلي دون أن يستجيبوا لهذه الحملات الغربية التي تريد أن تبدل القيم الإسلامية والعربية بقيم أخرى استجابة للعولمة الثقافية التي يشهدها عصرنا هذا .
نود تسليط الضوء على الطريقة السمانية في دولة السودان ، وما هو النشاط التي تقوم به الطريقة ومدى أنتشارها حول العالم؟
الطريقة السمانية من الطرق الكبيرة جدا ومن الطرق الكبرى في إفريقيا ، لديها فقط في دولة نيجيريا من الأتباع والمريدين أكثر من 3 مليون مريد وتنتشر فى جميع دول إفريقيا وهذا يعلمه القاصي والداني ويوجد الكثير من العلماء والشيوخ تابعين للطريقة السمانية فى الكثير من الدول ،والطريقة منتشرة في كل إفريقيا حتى في صعيد مصر ، هنالك الطريقة السمانية والطريقة السمانية موجودة في أوروبا وفي أمريكا ولديها مراكز.
وأين تأسست الطريقة السمانية في البداية وماهو منهجها الصوفى الذى جعلها تنتشر بسهوله ؟
الطريقة السمانية تأسست في المدينة المنورة، شيخ الطريقة السمانية هو الشيخ محمد ابن عبد الكريم السمان ، محمد ابن عبد الكريم السمان أخذ عنه جدنا الأكبر سيدي الشيخ أحمد الطيب المولود في 1742م عهد الطريقة السمانية وهو الذي نشر الطريقة السمانية حتى أن أبناء الشيخ عبد الكريم السمان وأحفاده كلهم جددوا العهد على أبناءه وأحفاده، ومنهج الطريقة السمانية قائم على الكتاب والسنة، الأمر الذى جعلها تنتشر بسهولة ويسر بين الجميع خاصة الشباب والنساء .
ولكن كيف تنظرون لدور التصوف في نشر الفكر الوسطي ومواجهة الفكر المتطرف ؟ وهل أنتم في السودان قمتم بذلك الأمر أم لا ؟.
نعم، التصوف في حد ذاته ، هو فكر وسطي ، التصوف لا يوجد فيه الغلو ولا يوجد فيه التطرف ، وكانت هنالك ندوة عقدت في هذا المكان قبل أعوام ، كانت تحت شعار "دور التصوف في مكافحة التطرف" ونحن نعلم بأن التطرف ينشأ من حالة عدم المعرفة والجهل بالدين و بأساسيات الدين، إضافة إلى البيئة الحاضنة التي تحتضن التصوف والبيئة الحاضنة التي تحتضن التطرف هي البيئة الفقيرة التي فيها الهشاشة التي يتم استغلال البشر فيها لكي يقوموا بأدوار تسيء للدين وتسيء للقيم المجتمعية التي يعيش فيها أبناء البلد .
ولكن كيف تقيمون دور التصوف في تجديد الخطاب الديني وما مفهومك لتجديد الخطاب الديني ؟
مفهومي لتجديد الخطاب الديني ، أن كلمة التجديد لا تعني الإهمال والترك ، ولكن التجديد هو أن نعيد الأمور إلى ما كانت عليه في حين كمالها ، فنحن عندما نتحدث عن تجديد الخطاب الديني لا بد أن نبحث في التراث الديني وندقق حتى نستطيع أن نرجع الأشياء إلى أصولها وهذه الأمور هي التي كانت تحافظ على بيضة الدين .
ماهو الدور الذى تقوم به الطرق الصوفية فى السودان ؟
الطرق الصوفية فى السودان تقوم بنشر الإسلام الحقيقى القائم على الكتاب والسنة، وترفض التشدد والتطرف الذى تدعوا إليه بعض التيارات الأخرى، والصوفية فى السودان هى عامل إستقرار رئيسي للمجتمع فغالبية أبناء الشعب السوداني من مريدى وأتباع الطرق الصوفية وهذا يعلمه القاصي والداني، وأبناء الصوفية فى السودان بالملايين لا يمكن عمل إحصائية لهم، وعددهم ينتشر يوماً بعد يوم.
ماهى أبرز الطرق الصوفية فى السودان ؟
أبرز الطرق الصوفية فى السودان، الطريقة السمانية والكباشية والبرهامية والتجانية والأحمدية والعزمية وغيرهم من الطرق الصوفية الأخرى، وجميع هذه الطرق تجتهد لنشر التصوف الإسلامى الصحيح ويعملون سوياً من أجل إعلاء راية الإسلام فى السودان وخارجها.