محلل سياسي أمريكي يوضح.. ماذا تريد واشنطن من قمة العشرين؟
قال الخبير في العلاقات العربية ـ الأمريكية، الدكتور عاطف عبدالجواد إن قمة العشرين تأتي في وقت يواجه فيه العالم تضخمًا وارتفاعا في الأسعار، تصاحبه أزمة في الطاقة والنفط والمواد الغذائية، وفي سلاسل الإمداد.
وأضاف عبدالجواد، لـ"الدستور"، أن هذه الأزمات تعود إلى عدة عوامل، منها الحرب في أوكرانيا، وشح صادرات القمح، ثم آثار وباء كورونا، ورغبة أوبيك في ربح نفطي.
وتابع أنه لكي تتعامل مجموعة العشرين بنجاح مع هذه الأزمات، وهي أغنى عشرين دولة في العالم، يجب أن تعالج الجذور.
من هنا، ترغب الولايات المتحدة في جهد مضاعف لوقف الحرب الروسية في أوكرانيا، وفي زيادة إنتاج أوبيك من النفط، وعودة العمالة الكافية لتحسين سلاسل الإنتاج، ثم التعامل ماليا مع التضخم عن طريق زيادة أسعار الفائدة، والحد من الإنفاق لفترة من الوقت.
دلائل نجاح
وأوضح المحلل السياسي أن هناك دلائل على أن قمة العشرين ستنجح في التعامل مع بعض هذه الأزمات وليس كلها، وستضع آليات تسهم في حل ما تبقى من مشاكل معقدة.
وأشار عبدالجواد إلى أن اجتماع الرئيسين الأمريكي والصيني، استمر ثلاث ساعات لكنه يشكل خطوة صغيرة نحو محاولة تسوية مشكلات واسعة بين الطرفين. وأهم نتيجة أسفر عنها الاجتماع هي تشكيل مجموعات عمل لمعالجة المشكلات ومواصلة اتصالات ومشاورات منتظمة حتى لا تتحول الخلافات إلى نزاعات.
وقال إن هذه المشاورات ستبدأ مع العام الجديد بزيارة سيقوم بها للصين وزير الخارجية الأمريكي أتوني بلينكين، لكن الرئيس الصيني شي قال أيضًا، إنه سيستمر في السعي نحو حل سلمي للحرب في أوكرانيا. كما اتفق الرئيسان على التعاون في مجال مكافحة التغير المناخي.
ونوه بأن الخلافات تبقى كبيرة بدءً بعرقلة تكنولوجيا أشباه الموصلات اللازمة للتحديث العسكري الصيني، ثم التوترات بشأن تايوان وغيرهما من مشاكل معقدة. لكن الاجتماع كان خطوة صغيرة لاحتواء هذه المشاكل.
غياب بوتين
واستطرد: "هذه القمة لم يحضرها الرئيس الروسي بوتين، لكنها تأتي في وقت انسحبت فيه القوات الروسية من مدينة خيرسون الأوكرانية. وقد تنشأ عن القمة محاولات من جانب الصين والهند لإقناع بوتين بصيغة سلمية كالمفاوضات لوقف الحرب، والسعي لتسوية سياسية تحفظ لبوتين ماء الوجه وتحمي العالم من احتمال استخدام أسلحة نووية تكتيكية.
وانطلقت، اليوم، قمة مجموعة العشرين في بالي بإندونيسيا. وأعلن الرئيس الإندونيسي جوكي ويدودو في كلمة الافتتاح أن عام 2023 سيكون أشد صعوبة على العالم، مشيرا إلى أن "أزمتي الأمن الغذائي وأمن الطاقة تؤثران على الدول النامية".
وحث ويدودو، القادة والزعماء على "عدم إدخال العالم في دهاليز الحروب"، وشدد على "الاستعداد لمواجهة أي جائحة مستقبلية".