خبراء يكشفون لـ«الدستور» دلالات وأهمية زيارة الرئيس الأمريكى و«بيلوسى» لمصر
من المقرر أن يتوجه الرئيس الأمريكي جو بايدن، اليوم الجمعة، إلى شرم الشيخ للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي لمناقشة عدد من القضايا الإقليمية والثنائية المهمة والمشاركة في المؤتمر السابع والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP27».
تأتي زيارة الرئيس الأمريكي عقب يوم من زيارة رئيس مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي لمصر ولقائها بالرئيس السيسي.
وكشف مجموعة من الخبراء الدوليين عن أهمية تلك الزيارات في هذا التوقيب، ودلالة أهمية الدولة المصرية في الاستراتيجية الأمريكية.
طارق فهمي: هناك حرص أمريكي على دعم العلاقات المصرية الثنائية وتأكيد مكانة مصر في محيطها الإقليمي والدولي
قال الدكتور طارق فهمي أستاذ متخصص في العلاقات الدولية، وخبير في دراسات الأمن القومي، وعضو مركز الدراسات الاستراتيجية بواشنطن، بالتأكيد زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن والمشاركة في مؤتمر المناخ كوب 27 بمدينة شرم الشيخ، تعكس دلالات واهتمامات كبيرة بالدولة المصرية والحرص على المشاركة في هذا الاجتماع الدولي للتغيرات المناخية، لكنه أيضًا يؤكد على عمق العلاقات المصرية الأمريكية في مستواها سواء الثنائي أو المتعدد.
وأضاف فهمي في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، أعتقد أن ترحيب نانسي بيلوسي رئيس مجلس النواب الأمريكي بهذا اللقاء والمشاركة، أيضًا ثناء الوفد الأمريكي على التنظيم المصري للمؤتمر وفعالياته أكد على طبيعة العلاقات المصرية الأمريكية.
وتابع فهمي: «بتقديري هذه المشاركة الأمريكية تعكس عدة أمور، منها هناك حرص من قبل الولايات المتحدة الأمريكية على التواصل ودعم العلاقات المصرية الثنائية وتأكيد مكانة مصر في محيطها الإقليمي والدولي وأهمية مصر في الاستراتيجية الأمريكية».
الأمر الثاني، هو تأكيد عمق العلاقات الثنائية لأن مصر تربطها بالولايات المتحدة علاقات جيدة ومهمة، وأكد على ذلك الرئيس عبدالفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري عقب لقاء بيلوسي.
ولفت فهمي إلى أن تلك العلاقات جاءت نتيجة عدة أمور، منها أن مصر لها تقدير كبير لدى الولايات المتحدة، بصرف النظر عن بعض التجاذبات واختلاف وجهات النظر في عدد من الملفات، الشراكة المصرية الأمريكية شراكة تاريخية ونموذج جيد لعلاقات دولية جيدة، باعتبار الولايات المتحدة عضوًا فاعلًا في معاهدة السلام التي وقعت بين مصر وإسرائيل والولايات المتحدة، وتوقيع الرئيس الأمريكي جيمي كارتر بجوار الرئيس الراحل أنور السادات.
وتابع فهمي: «استمرار العلاقة العسكرية والاستراتيجية وقوات متعددة الجنسيات في سيناء وعمق العلاقات بين البلدين يعكس هذا في إطار دعم مصر بالمساعدات العسكرية بالرغم من اقتطاع بعض المبالغ منها، لكن نحن نتحدث مع واشنطن بشراكة ممتدة سياسيًا وعسكريًا واستراتيجيًا ويمكن البناء عليها في مساحات متعددة وهذه العلاقات بنيت على أساس مصالح مشتركة ومنفعة متبادلة».
وأكد فهمي: «أن لقاء الرئيس السيسي مع نظيره الأمريكى جو بايدن يعكس كل هذه الدلالات، وخصوصًا أنها الزيارة الأولى للرئيس الأمريكى فى مصر، وجاءت في ظروف معينة خاصة بالمناخ، لكنها تؤكد على عمق العلاقات المصرية الأمريكية».
نبيل حلمي: زيارة بيلوسي خطوة تمهيدية لزيارة بايدن
وفي السياق ذاته، قال الدكتور نبيل حلمي أستاذ القانون الدولي، لا شك أن زيارة رئيس مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي والوفد المرافق لها لمصر ولمؤتمر المناخ كوب 27، يؤكد مدى أهمية مصر بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية وخاصة أنه كان يمكن أن يمثل واشنطن أحد المتخصصين أو السفراء في هذا المؤتمر لكن مؤشرات وصول بيلوسي بالتزامن مع انتخابات الكونجرس تؤكد مدى أهمية الدولة المصرية بالنسبة للولايات المتحدة.
وأضاف حلمي في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، وصلت بيلوسي مباشرة إلى شرم الشيخ للقاء الرئيس السيسي لبحث بعض الملفات والقضايا الإقليمية والعلاقات المصرية الأمريكية.
وأكد حلمي أن مصر واضحة في تصرفاتها وآرائها وقراراتها الخاصة بالأزمات الدولية الموجودة، وأعتقد أن إشارة الرئيس السيسي إلى ضرورة إنهاء الحرب الأوكرانية، ليست فقط لصالح الطرفين، لكن لصالح العالم أجمع في هذا المجال.
وأشار حلمي إلى أن زيارة بيلوسي كانت لتمديد العلاقات المصرية الأمريكية خاصة في إطار الاحترام المتبادل بين الدولتين، فمصر لها علاقات متوازنة مع كافة دول العالم وإفريقيا، وهذا ما أود الإشارة إليه. هناك مشاكل وأزمات داخل إفريقيا، وأزمات بين إفريقيا والدول الغربية ولا بد من وجود وسيط موضوعي لتقريب هذه الدول من بعضها لبعض بما يحقق الصالح العام للمجتمع الدولي.
وأوضح حلمي أن إشادة بيلوسي بالتنظيم التي قامت به مصر في مؤتمر المناخ مؤشر جيد ويدل على أن هذه الدولة محترمة وعلى مستوى الدول الصديقة، أيضًا تؤكد الأهمية الكبرى للولايات المتحدة الأمريكية في مصر لأنها ركيزة للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وتابع حلمي: «مصر محاطة بأزمات كثيرة وليس من صالح الولايات المتحدة أن تكون بعيدة عن تلك الأزمات ومنها الأزمات في سوريا، لبنان، فلسطين، اليمن، ليبيا، وملف سد النهضة، كل هذه الأزمات مصر لها بصمات واضحة فيها ومن المهم ألا تبعد الولايات المتحدة عن هذه المشاكل».
وأوضح حلمي أن مصر أبدت حرصها على أن تغطى كافة الآراء الموضوعية في القضايا الإقليمية والدولية مثل مكافحة الإرهاب والأزمات القائمة في المنطقة كالملف الليبي واليمني وغيرها وأيضًا رد الرئيس السيسي على الاستفسارات على بعض الآراء فيما يتعلق بسد النهضة وتمسك مصر بالقواعد والاتفاقيات الدولية والتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء السد، للحفاظ على الأمن المائي المصري.
وأكد حلمي أن زيارة بيلوسي تعد تمهيدًا لزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، اليوم لمصر ولمؤتمر المناخ وهذا مؤشر على أن مصر تتحرك بشكل موضوعي قانوني متوازن.
