تونس على موعد مع برلمان جديد.. والوضع الاقتصادي يعقد المشهد
تتجه الأنظار إلى تونس التي تجرى فيها انتخابات برلمانية هي الأولى منذ القرارات التاريخية للرئيس قيس سعيد، والذي حل برلمان الإخوان ودعا لانتخابات جديدة، من أجل بناء تونس أخرى بعيدة عن الأيديولوجيات والولاءات الإقليمية.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة الشعب التونسية محمد بوشنيبة، إنه في ظل حركة المقاطعة للانتخابات من قبل عدد من الأحزاب، فإن حركة الشعب هي النجم الساطع في هذا الاستحقاق الانتخابي المرتقب.
وأوضح بوشنيبة في تصريحات أدلى بها إلى "الدستور"، أن عدد مرشحي الحركة يتراوح بين 80 إلى 90 مترشحا تم قبول أوراق ترشحهم رسميا من الهيئة المستقلة للانتخابات، وهذا أكبر عدد يتقدم به حزب واحد، وأغلبهم أصحاب حظوظ وافرة لما يتمتعون به من سمعة جيدة في دوائرهم.
تسلل الإخوان
وأضاف عضو المكتب السياسي لحركة الشعب، أن هناك مشكلة تواجه البرلمان المقبل، وهي كيفية ضمان عدم تسلل عناصر جماعة الإخوان الإرهابية التي لفظها الشعب في 25 يوليو 2021، وكذلك الأحزاب التي تدور في فلكها والتي أعلنت مقاطعة الانتخابات، لكنها- وفي السر- تدفع بعناصرها من الصف الرابع والخامس لخوض هذه الانتخابات بشكل مستقل، وكذلك بارونات المال والفساد الذي يسعون للتسلل إلى المجلس الجديد، وهو ما يجب أن تنتبه إليه مؤسسات الدولة.
وأشار بوشنيبة، إلى أن المتغيرات الدولية أثرت ليس في تونس وحدها، ولكن أيضا في العالم كله، وتكفي الإشارة إلى الحرب الروسية الأوكرانية التي أثرت على أعتى اقتصاديات العالم، مثل الدول الأوروبية والولايات المتحدة التي بلغ التضخم فيها معدلات غير مسبوقة.
ونوه بأن الوضع التونسي له خصوصيته، نظرا لحالة عدم الاستقرار السياسي التي عاشتها البلاد لنحو 10 سنوات، وكذلك الوضع الاقتصادي القاسي، ما يجعلنا في حاجة إلى الكثير من العمل والصبر والإخلاص، للخروج من هذا المأزق.
ونأمل أن يكون البرلمان الجديد ضمانة حقيقية لنوع من الاستقرار يكون مقدمة ضرورية لبناء اقتصاد جديد يخدم البلاد والعباد.
الضعف الاقتصادي
من ناحيته، قال المحلل السياسي التونسي نزار الجليدي، إن الوضع قبيل الانتخابات يتسم بضعف الاقتصاد، كما أن الحالة الاجتماعية للتونسيين مرهقة للغاية، ورغم النص القانوني لإجراء الانتخابات، والذي جاء بشكل واضح ليفسد ألاعيب الفاسدين، إلا أن الأبواب الخلفية مفتوحة أمام من يريدون تشويش المشهد، ولهذا فإن النص القانوني وحده ليس كافيا، ولا الشعارات الكبرى قادرة على حل الأزمة، والأوضاع قابلة للاشتعال في كل لحظة.
وأضاف الجليدي في تصريحات أدلى بها إلى "الدستور"، أن صناديق الانتخابات قادرة على إخراج الإخوان من المشهد السياسي، ولكن يبدو أنهم حاضرون بالصفوف الرابعة والخامسة، لكن الشعب الذي أقصاهم في 25 يوليو قادر على طردهم من بقية المشهد، لكن هل الحالة النفسية للتونسيين ومدخراتهم وجيوبهم ستسمح لهم أصلا بالذهاب إلى الانتخابات، وهذا ما سنراه في القريب العاجل.
وتابع: “المشهد السياسي في تونس ليس بمعزل عن الدول المغاربية وشرق المتوسط، والتي تواجه موجة هجرة غير مسبوقة من إفريقيا نحو أوروبا، وتونس ورقة من الورقات الاستراتيجية المهمة في الأمن العام في المنطقة، وربما يكون لها دور كبير في تغيير الخريطة الجيوسياسية في المنطقة”.