كيف تؤثر أزمة المناخ العالمية على عودة تفشى وباء الكوليرا؟
تتصاعد المخاوف العالمية حول تفشي وباء الكوليرا حول العالم، ولاسيما في ظل تفاقم أزمة المناخ العالمية، التي أكدت منظمة الصحة العالمية أنها أحد عوامل عودة الوباء القديم.
26 دولة تبلغ عن الكوليرا
من جانبه، أفاد مسئول في منظمة الصحة العالمية، بزيادة مقلقة في تفشي الكوليرا في جميع أنحاء العالم، وفي أول تسعة أشهر من هذا العام وحده، أبلغت 26 دولة عن تفشي الكوليرا.
وقال الدكتور فيليب باربوزا، رئيس فريق مكافحة الكوليرا وأمراض الإسهال الوبائي في منظمة الصحة العالمية، في تصريحات صحفية من جنيف: "لم نشهد المزيد من التفشيات فحسب، بل كانت أكبر وأكثر فتكًا".
وأوضح أن معدل الوفاة المبلغ عنه في 2021 ارتفع بحوالي ثلاثة أضعاف إذا ما قورن بمتوسط الأعوام الخمسة السابقة، وفي إفريقيا يبلغ المعدل حاليًا ثلاثة في المائة.
لبنان تصارع تفشي الكوليرا
أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، تسجيل 10 إصابات جديدة بالكوليرا، وبذلك يرتفع العدد التراكمي إلى 436 حالة مصابة، ولم يتم تسجيل أي حالة وفاة اليوم، فيما سجل العدد التراكمي للوفيات 18.
ومن جانبه، قام وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، فراس الأبيض، بعمل جولة في محافظة بعلبك الهرمل يرافقه وفد من المنظمات الدولية والجمعيات المحلية والدولية؛ تحضيرًا لحملة التلقيح ضد الكوليرا التي تطلقها الوزارة الأسبوع المقبل.
وأوضح بيان وزارة الصحة اللبنانية، أن جولة وزير الصحة انطلقت في بلدة عرسال، وشملت أحد مخيمات النازحين السوريين والمستشفى الميداني، واطلع الأبيض على عملية تجهيز المستشفى وعقد اجتماعًا في دار البلدية بحضور النائب ملحم الحجيري، ورئيس بلدية عرسال، باسل الحجيري، ومسؤول عن مخيمات النازحين وممثل الصليب الأحمر اللبناني.
فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية، أنها بحاجة إلى 10.2 مليون دولار من أجل مواجهة تفشي الكوليرا في لبنان لمواجهة انتشار المرض بصورة موسعة خلال الفترة الأخيرة والمساعدة في احتوائه والسيطرة عليه.
الكوليرا في سوريا
أعلنت وزارة الصحة السورية عن ارتفاع وفيات مرض الكوليرا في البلاد إلى 49 شخصًا والإصابات إلى 1249.
وبينت الوزارة عبر صفحتها "الفيسبوك"، أن عدد حالات الوفاة نتيجة مرض الكوليرا وصل إلى 40 حالة بحلب و2 بدير الزور و4 في الحسكة وحالة بدمشق وحالة بحمص وحالة بحماه.
الكوليرا وأزمة المناخ
كشف الدكتور تيدروس آدهانوم جبريسيوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، أن مصر ستستضيف مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ لعام 2022، أوCOP27، حيث ستقيم الدول التقدم المحرز نحو الهدف المتفق عليه المتمثل في الحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي، وتحقيق هذا الهدف سيكون له فوائد جمة على صحة الإنسان، حيث إن الفشل في تحقيق ذلك يأتي بمخاطر جسيمة.
أزمة المناخ سبب انتشار الأوبئة
وأكد، أنه في جميع أنحاء العالم، يؤدي تغير المناخ إلى تفشي الكوليرا وحمى الضنك، ويزيد من مخاطر ظهور مسببات الأمراض الجديدة مع احتمال ظهور الأوبئة، يؤدي تغير المناخ إلى تفاقم المرض وسوء التغذية، الأمر الذي له تأثير مضاعف، حيث يكون المرضى أكثر عرضة للإصابة بسوء التغذية، والأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية أكثر عرضة للإصابة بالمرض والموت، موضحًا أن أزمة المناخ هي أزمة صحية.
وهو ما أكده أيضًا الدكتور باربوزا، قائلًا: "تفشي الكوليرا يحدث بشكل خاص في المناطق التي تعاني من الفقر والصراعات، ولكن "اليوم نواجه تهديدًا متزايدًا مع تغيّر المناخ" مثل الأحداث المتطرفة كالأعاصير والجفاف والفيضانات، وذلك يقلل من إمكانية الوصول إلى مياه نظيفة وبذلك تتوافر بيئة خصبة لانتعاش الكوليرا".