خبير يرصد المكاسب الاقتصادية والسياسية من مؤتمر قمة المناخ بشرم الشيخ
قال الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية، إن مؤتمر قمة المناخ COP 27 المنعقد في مدينة شرم الشيخ بمصر بحضور رؤساء وزعماء وملوك وقادة أكثر من 197 دولة حول العالم، يعطي رسالة للعالم على الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي الذي تتمتع به مصر، إضافة إلى أنه يؤكد ثقل مصر سياسيًا وإقليميًا ودوليًا، ويعود بالكثير من المنافع الاقتصادية والسياسية على مصر والقارة الإفريقية بكاملها.
وأوضح غراب، أن استضافة مصر قمة المناخ حدث عالمي هام يُكسب مصر ثقلًا سياسيًا واقتصاديًا على المستوى الدولي، لاهتمامها بحل القضية التي تشغل العالم كله، مضيفًا أن حضور كل القادة والزعماء لمصر في ظل الأمن والاستقرار الذي تنعم به مصر يعطي رسالة للعالم أجمع بالأمن والأمان والاستقرار الذي تتمتع به، وهي رسالة هامة تجذب الاستثمارات الأجنبية، لأن المستثمر دائمًا ما يبحث عن الاستقرار أولًا، إضافة لما تتمتع به مصر من مناخ استثماري مهيأ لجذب الاستثمارات.
وأشار غراب، إلى أن انعقاد القمة في مدينة شرم الشيخ، التي تعد من أهم المدن السياحية عالميًا، إضافة لزيادة الأفواج للمناطق الأثرية في مصر، هو أكبر ترويج وتسويق ودعاية للسياحة المصرية يساهم في جذب السياح الأجانب من كل أنحاء العالم، وهذا يعود بالنفع على زيادة الدخل من العملة الصعبة، لافتًا إلى وجود موقف إفريقي موحد تجاه قضايا التغيرات المناخية لطرحها على طاولة التفاوض بقمة المناخ، وذلك بالتزامن مع تبني مصر سياسات حاسمة وجهودًا كبيرة مبذولة لدعم التحول الأخضر، مضيفًا أن القارة الإفريقية تعد أكثر المناطق التي تعاني من التغيرات المناخية، ومن المنتظر أن تحقق أعلى استفادة من المؤتمر والوصول لاتفاقيات جذرية لحل مشاكل القارة من تصحر وجفاف وأعاصير في بلدانها.
وتابع غراب، أن انعقاد القمة في مصر يعد فرصة لفتح آفاق واسعة مع الشركات العالمية التي ستشارك بالقمة، وذلك لجذب استثماراتها بمصر خاصة مع توافر الطاقة في مصر بأسعار أقل من أوروبا، إضافة لتوافر المناطق الاقتصادية المهمة بها، والتي تتوافر بها كل وسائل تحفيز الاستثمارات، مشيرًا إلى أن قمة المناخ فرصة جيدة لإطلاق مشروعات البيئة النظيفة الصديقة للبيئة في مصر وفتح أبواب الاستثمار المحلي والأجنبي فيها، إضافة إلى أن مصر تستهدف فتح الباب أمام الاستثمارات في مشروعات الطاقة الخضراء كمشروعات الهيدروجين الأخضر، إضافة إلى أن القمة فرصة لتحقيق ذلك، خاصة مع وجود المستثمرين في مجال البيئة النظيفة والاقتصاد الأخضر، ليتعرفوا على إمكانيات مصر والفرص الاستثمارية الكبيرة المتاحة أمامهم في هذا المجال.
ولفت غراب، إلى أنه يمكن زيادة استثمارات الشركات العاملة في مجالات إنشاء محطات الطاقة الشمسية، خاصة بعد إنجاز هذه الشركات عددًا كبيرًا من محطات الطاقة الشمسية في مدينة شرم الشيخ والتي حولها إلى مدينة خضراء، موضحًا أن الفرصة متاحة لدينا لإنشاء مصانع ألواح الطاقة الشمسية مستغلين العناصر الهامة الموجودة بالرمال السوداء والمواد الخام المتاحة في مصر، مشيرًا إلى أن توفير الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها من مصادر الطاقة النظيفة يساهم في زيادة مصادر الطاقة، ما يوفر كمية كبيرة من الغاز الطبيعي والكهرباء لزيادة نسبة صادراتهم وزيادة الدخل من العملة الصعبة.