هل تشعل زيارة المستشار الألماني للصين الخلافات داخل الاتحاد الأوروبي؟
لاقت زيارة المستشار الألماني أولاف شولتس إلى الصين المقرر لها الجمعة المقبل انتقادات أوروبية، حيث تأتي الزيارة وسط تدهور العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي بسبب استجابة الأخير لتقارير بشأن ممارسات بكين التجارية "غير العادلة" و"انتهاكات حقوق الإنسان".
وبحسب تقرير لصحيفة “تشيناي ديلي”، كانت الصين أكبر شريك تجاري لألمانيا على مدى السنوات الماضية، حيث تجاوز حجم التجارة الثنائية 245 مليار يورو (243.43 مليار دولار) العام الماضي.
وكذلك، بلغ حجم التجارة بين الصين والاتحاد الأوروبي 800 مليار دولار لأول مرة في عام 2021 ، مع تجاوز الاستثمار الثنائي الاتجاه 270 مليار دولار.
وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة شولتس، بدعوة من رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ، هي الأولى من نوعها من قبل زعيم أوروبي منذ تفشي جائحة COVID-19.
الركود يهدد ألمانيا
كما تشير الاضطرابات الاقتصادية في أوروبا، بما في ذلك في ألمانيا، نتيجة لأزمة الطاقة الناجمة عن الصراع بين روسيا وأوكرانيا، إلى أن برلين تبحث عن حلول سريعة للمشاكل التي يواجهها صانعو السيارات الألمان، وقطاع الصناعة والخدمات الكيميائية، وتحاول ضمان توريد المعادن النادرة والسلع الوسيطة للحفاظ على استمرار الصناعة الألمانية.
أضاف مسح لشركات منطقة اليورو في أكتوبر 2022 إلى المخاوف من حدوث ركود اقتصادي وشيك وتراجع في الاستثمار، مع تقلص النشاط التجاري في ألمانيا بأسرع معدل منذ ما يقرب من عامين.
ومن جانبه، قال كريس ويليامسون، كبير اقتصاديي الأعمال في S&P Global Market Intelligence: "الشركات قلقة بشأن التوقعات الاقتصادية، والهوامش تتعرض لضغوط وارتفعت تكاليف الاقتراض".
وأضاف أن هذا يجعلها "أكثر حذراً" بشأن الإنفاق الاستثماري، موضحا أن أقوى الضغوط على الاستثمار كانت في قطاعات الكيماويات والبلاستيك والموارد الأساسية.
على وجه الخصوص، يريد صانعو الآلات الألمان الحفاظ على علاقات تجارية وثيقة مع الصين، تعتمد الصناعة بشكل كبير على التجارة الخارجية، حيث تمثل الصادرات حوالي 80 في المائة من متطلباتها.
وفي أغسطس الماضي، ارتفعت الطلبيات الأجنبية على قطاع الآلات الألماني بنسبة 2 في المائة عن الشهر السابق، بينما انخفضت الطلبات المحلية بنسبة 6 في المائة.
غضب أوروبي
ويرى البعض أن زيارة شولتس تمثل تهديدًا لوحدة الاتحاد الأوروبي، حيث قال رئيس الوزراء الإستوني كاجا كالاس: "يجب أن يكون من مصلحتنا البقاء متحدين، ومن المهم أيضًا ألا تكون لدينا صفقات منفصلة مع الصين ، لأن هذا يعني أننا ضعفاء كاتحاد".
ووفقًا لريكاردو بورخيس دي كاسترو، المدير المساعد ورئيس برنامج أوروبا في البرنامج العالمي في مركز السياسة الأوروبية، فإن حقيقة أن شولتز يزور الصين بعد أقل من أسبوعين من اختتام المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني يرسل رسالة خاطئة.