نيران الحرب الروسية على أوكرانيا تكوى بطون الفقراء
تتواصل التبعات الثقيلة للحرب الروسية الأوكرانية على الأمن الغذائي العالمي، وآخرها إعلان الكرملين، مطلع الأسبوع الجاري، تعليق العمل باتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، ما أثار مخاوف كبيرة على العالم.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن هذا القرار جاء بعد هجوم أوكراني على الأسطول الروسي في خليج "سيفاستوبول" بشبه جزيرة القرم، متسببا بأضرار في إحدى السفن، واتهم أوكرانيا وبريطانيا بالوقوف وراءه.
وأضافت وزارة الدفاع الروسية أنه لم يعد بإمكان موسكو ضمان أمن السفن المدنية في البحر الأسود بعد استهداف أسطولنا. كما أبدت روسيا في الوقت نفسه، استعدادها لإمداد السوق العالمي بالحبوب الروسية.
واعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تعليق روسيا اتفاق تصدير الحبوب، يتطلب ردا دوليا قويا من الأمم المتحدة ودول مجموعة العشرين، متهما روسيا بمحاولة إحداث مجاعة مصطنعة في إفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا.
عواقب كارثية
في السياق، حذرت لجنة الإغاثة الدولية، وهى منظمة إنسانية غير ربحية، من أن وقف الاتفاق سيؤدى إلى عواقب كارثية، لاسيما بالنسبة لدول مثل الصومال التى هى على حافة المجاعة.
وقالت المنظمة، فى بيان، إن مزيدا من تعطيل صادرات الحبوب الحيوية يمكن أن يدفع الصومال إلى الحافة.
من ناحيته، قال المحلل السياسي الأردني الدكتور منذر الحوارات، إن الحرب الروسية الأوكرانية منذ بدايتها مطلع العام الجاري، وهي تشكل خطرا كبيرا على إمدادات الغذاء لإفريقيا والشرق الأوسط.
وأضاف الحوارات في تصريحات أدلى بها إلى «الدستور»، أن القمح أهم سلعة استراتيجية تدخل في الحياة اليومية للبشر، لافتا إلى أن القرار الروسي بوقف العمل باتفاق تصدير الحبوب لن ينعكس على أوكرانيا وحدها، لكنه سوف يفاقم مصاعب الحياة اليومية على سكان الدول الفقيرة.
وأشار إلى أن العالم أمام سيناريوهين لا ثالث لهما، إما أزمة غذاء طاحنة إذا أوقفت روسيا كل إمدادات الحبوب، أو التضييق فقط على الصادرات الأوكرانية وتزويد العالم بالقمح الروسي بأسعار معقولة، مشيرا إلى أن القرار سياسي وأمني في المقام الأول، وروسيا لن تبحث عن مكاسب اقتصادية في الوقت الراهن، بل ستخاطب ود الشعوب بتزويد الدول الفقيرة بالقمح بأسعار عادية بغض النظر عن الأزمة.
ضرورة ملحة
وقالت الأمم المتحدة إنها على اتصال بالسلطات الروسية بشأن تعليق الأخيرة مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب، داعية إلى تجديد حتى ما بعد منتصف نوفمبر، وقالت إن ذلك ضروري للمساهمة في الأمن الغذائي العالمي.
كما حضت الأطراف على التنفيذ الكامل للاتفاق لضمان وصول الحبوب والأسمدة من روسيا إلى الأسواق العالمية، محذرةً من وجود أكثر من 150 سفينة متراكمة.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في بيان نؤكد على الضرورة الملحة للقيام بذلك للمساهمة في الأمن الغذائي في جميع أنحاء العالم، والتخفيف من المعاناة التي تسببها أزمة تكلفة المعيشة العالمية لمليارات الأشخاص.