باحث بـ الإفتاء البريطانى: الصوفية فى أوروبا لها نشاط علمي والتصوف هدفه الإنسان (حوار)
أكد الدكتور حافظ منير، الباحث فى معهد الإفتاء البريطانى، على الدور الهام الذى يقوم به معهد الإفتاء بدولة بريطانيا لمواجهة الفتاوى الشاذة والتى تعتمد عليها الجماعات والتيارات المتطرفة فى نشر أفكارها فى دولة بريطانيا وأوروبا، مشيراً إلى الإعتماد على التصوف لمواجهة الفكر المتشدد.
وأوضح" منير" فى حوار لـ"الدستور"، خلال مشاركته فى فعاليات ملتقى " أشكاليات التصوف والطفولة والشباب" بالمغرب، أن الصوفية فى بريطانيا تقوم بدور هام فى نشر الفكر الصحيح ومواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا، ومقاومة التيارات المتطرفة .
بداية.. نود التعرف على الدور الذى يقوم به معهد الإفتاء بدولة بريطانيا؟
أنا اعمل بمعهد الإفتاء البريطاني في بريطانيا ، والمعهد يختص بأمور الفتوى ومناهضة الفكر المتطرف ببريطانيا وأوروبا، حتى أن الدكتور شوقى علام مفتى جمهورية مصر العربية زارنا قبل ذلك، والمعهد يقوم بنشاطات أخرى في مجال الدين وفي نشر الثقافة الإسلامية ولدينا معهد لتعليم القرآن ولدينا مركز للشباب والطفولة والجاليات العربية والإسلامية .
ما الهدف من مشاركتكم فى ملتقى "التصوف والشباب"؟
كنت مدعوا في هذه الملتقى والندوة الدولية وأنا سعيد جدا بالمشاركة فيها ، للحديث عن عناية أهل التصوف بالطفولة والشباب في بريطانيا وأسكوتلندا والزوايا الصوفية كثيرة في بريطانيا وأسكوتلندا ولها نشاطات ولها جوانب ، الجانب الأول يركز على مجالس الذكر ، والجانب الثاني يركز على الجانب التربوي والتعليمي وأنا شاركت وحضرت في هذه الندوة لكي ألقي الكلمة التي تتعلق بالزوايا الصوفية ودورها في بريطانيا وعملها في بريطانيا ، العمل التربوي والعمل التعليمي والتواصل العلمي مع الزوايا الأخرى .
لكن ما سر تسمية ملتقى هذا العام بأهل التصوف والإشكاليات المعاصرة للطفولة والشباب؟
طبعا، التصوف دائما يتحدث عن الإنسان، والإنسان يبدأ حياته من الطفولة فعندما يكون الإنسان صالحا وصحيحا من الأمراض الباطنية ، فيكون صالحا للقدوة ولذلك التصوف يتحدث عن الأطفال والشباب ويهتم بهم لكي يكونوا صالحين وقادة ، ويكونوا خادمين للإنسانية ويكونوا أساتذة ويكونوا أعضاء مفيدين للمجتمع البشري ولدينهم الإسلامى .
ماذا تفعل الزوايا الصوفية في بريطانيا؟ ما هو نشاطها؟
نعم ، الزوايا الصوفية فى بريطانيا واوروبا منتشرة أنتشار كبير، ونشاطاتها على نوعين ، النوع الأول يركز على مجالس الذكر والأوراد والموالد والاجتماعات والاحتفالات أسبوعياً ، شهرياً أو سنوياً ، والنوع الثاني يوجهنا إلى التربية والتعليم لأن التربية والتعليم مهمة جدا في حياة الإنسانية ، فالزوايا في بريطانيا تتوجه إلى هذا الجانب ، الجانب التربوي والتعليمي والثقافي فهناك زاوية معروفة جدا ، زاوية جامعة الكرم، ولها معاهد ولها نشاطات تعليمية ولها معادلة بجامعة الأزهر الشريف .
هل تحاربون الفكر المتطرف من خلال الزوايا الصوفية في بريطانيا؟
وهذه المهمة الأولى والمحور الأساسي للزوايا الصوفية في بريطانيا ، الفكر المتطرف لا مجال له في الزوايا الصوفية وخاصة في بريطانيا ، فالصوفيون دائماً يحاربون الفكر التطرف والإرهاب بأي شكل من الأشكال ، وبأي لون من الألوان ، فإننا نحاربه .
ما هي الآليات التي يمكن من خلالها محاربة الفكر المتطرف؟
هناك آليات، الآلية الأولى التعليم والثانية التربية، والثالثة السوشيال ميديا، فعن طريق السوشيال ميديا الزوايا الصوفية تخالف الفكر المتطرف وأيضاً تقدم الأفكار الإيجابية التي تحتاجها الإنسانية في هذا الوقت، والشباب فى بريطانيا يجتهدون من أجل تعريف الناس بالتصوف الإسلامى وإدخال مسلمين جدد عبر الطرق والزوايا حيث يتم دعوة الكثيرين لحضور مجالس الذكر الصوفية .
ظاهرة الإسلام فوبيا.. ماذا قدمت الصوفية فى بريطانيا وأوروبا لمواجهة هذه الظاهرة؟
هناك حاجة إلى إننا نقدم الإسلام بصورة صحيحة، وعندما نقدم الإسلام بصورة صحيحة فليس هناك إسلام فوبيا، وليس هناك فكر متطرف ، فالإسلام هو الإنسانية والإسلام هو الكرم والجود والعفو والتسامح والتعايش السلمي وقبول رأي الأخرين، وهذا هو الإسلام ، وعندما نقدم الإسلام بصورته، فليس هناك إسلام فوبيا، وليس هناك تطرف وتشدد، والصوفية تواجه ظاهرة الإسلام فوبيا بالأخلاق والحب فلا تنسى أننا أهل الحب والروحانيات والوسطية.
ما هى رسالتكم لشباب العالم.. وهل تطالبهم بدخول التصوف والانضمام لأهل الصوفية أم لا؟
رسالتي واضحة جدا التصوف هو الإسلام، التصوف هو الإنسانية فعندما تقرأون التصوف فتعرفون أن التصوف يوجهنا إلى قيم أخلاقية إلى معارف إلى الحكمة وإلى علوم وإلى فنون، وإلى عالم من الولاة وإلى عالم التقدم وإلى عالم الرقاة، فالتصوف يتقدم بكم إلى الأمام وكل إنسان يريد التقدم وكل إنسان يريد الاحترام، فالتصوف يعلمنا الاحترام، وأنا أوجه رسالتي إلى شباب العالم، تعالوا بنا أننا نتقدم إلى الأمام، وأننا نحترم الآخرين وأننا نتعايش تعايش سلمي وأننا نتقبل الفكر المعتدل والوسطية والاعتدال المأخوذ من القرآن والسنة.
الملتقيات العلمية الصوفية التي تنظم.. هل تراها ظاهرة صحية أم أنها غير مفيدة ؟
هذه ظاهرة صحية ، وهذه فرصة للأكاديميين والباحثين والأساتذة وأصحاب العلم والحكمة أنهم يقدمون أفكارهم وأنهم يقدمون نشاطاتهم، لكي يكونوا قدوة للأجيال القادمة فالمؤتمرات والملتقيات والمحافل العلمية والثقافية، تعطينا فرصة للتعرف على أفكار الأخرين وقبول احترام ، وقبول آراء الأخرين وأخذ الرأي السليم من هذه الملتقيات.