انطلاق «القاهرة الإخبارية».. أساتذة إعلام: القناة نقلة نوعية تليق بريادة وحجم مصر
شدد عدد من أساتذة الإعلام على أهمية قناة «القاهرة الإخبارية»، معتبرين أنها خطوة تأخرت كثيرًا، خاصة فى ظل ما تمتلكه مصر من ريادة كبيرة فى مجال الإعلام، وتشغيل كوادرها وأبنائها مختلف القنوات العربية والإقليمية.
وعبّر أساتذة الإعلام، الذين تحدثت إليهم «الدستور»، عن تفاؤلهم بنجاح القناة خلال الفترة المقبلة، فى ظل ضمها كوادر مميزة فى مختلف مجالات العمل الخبرى، إلى جانب أفضل وأحدث التقنيات العالمية.
ورأى الدكتور سامى عبدالعزيز، أستاذ الإعلام فى جامعة القاهرة، أن مصر كانت فى حاجة إلى مثل قناة «القاهرة الإخبارية» فى ظل امتلاكها تاريخًا طويلًا من الريادة فى العمل الإعلامى، وكون أغلب القيادات الإعلامية فى الدول العربية إعلاميين مصريين.
وقال «عبدالعزيز»: «كان لزامًا أن تمتلك مصر، هذه الدولة صاحبة التاريخ الكبير والريادة فى العمل الإعلامى، قناة إخبارية بصبغة إقليمية ودولية تمثلها وتليق بحجمها الكبير وحضارتها الفريدة»
وأضاف: «بمتابعتى الكوادر والقيادات التى تم اختيارها لتكوين فريق العمل داخل قناة (القاهرة الإخبارية)، يمكننى القول إننى متفاءل بأداء القناة والقائمين عليها، خاصة أن فريق عملها يمثل نخبة من أفضل الكوادر الموجودة على الساحة الإعلامية».
واعتبر أن «القاهرة الإخبارية» محظوظة بانطلاقها قبيل انطلاق أكبر حدث عالمى على مدار العشر سنوات الأخيرة، المتمثل فى مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة «COP 27»، المقرر انعقاده فى مدينة شرم الشيخ، بعد أقل من أسبوع على انطلاق القناة الجديدة.
وشدد على أن تغطية القناة هذا المؤتمر العالمى بالتزامن مع الأيام الأولى لانطلاقها يمثل مسئولية وتحديًا كبيرين على كل العاملين بها، من أجل إظهارها بالصورة المطلوبة، معقبًا بقوله: «أنا على ثقة تامة فى طاقم عمل وقيادات القناة، وكونهم على حجم هذه المسئولية، بما يمتلكونه من مهارات بشرية وتقنية على أعلى مستوى من الاحترافية».
ورد على أقاويل بعض المنصات المعادية بشأن القناة والتكلفة الكبيرة لإنشائها، واعتبار ذلك «إهدارًا لأموال الدولة»، قائلًا: «أصحاب هذه الآراء هم أصحاب النظرات المقصورة غير الواعية بأهمية البناء للمستقبل، وأن إطلاق هذه القناة من شأنه تشجيع الاستثمار داخل البلاد، لأن المستثمر دائمًا ما يرغب فى استثمار أمواله داخل بلاد تتمتع بإعلام قوى ذى قدر كبير من الشفافية، كما هو متوقع أن تكون عليه القناة الجديدة».
وقال الدكتور حسن على، أستاذ الإعلام فى جامعة قناة السويس، إن إطلاق قناة إخبارية مصرية فى هذا التوقيت أمر مهم للغاية، خاصة مع دورها الكبير فى مواجهة الشائعات، ونشر الوعى السليم بمختلف القضايا السياسية المحلية والعالمية بين المواطنين، وجذب المشاهد المصرى إلى إعلامه الوطنى، بدلًا من اتجاهه لمشاهدة الإعلام الخارجى بقنواته المعادية، التى قد تحمل له رسائل مسمومة تبث له السم فى العسل.
وأضاف «على»: «فى الوقت نفسه، يمثل إطلاق هذه القناة تحديًا صعبًا أمام الإعلام المصرى، فى ظل المنافسة الإعلامية العالمية الكبيرة، ووجود العديد من القنوات العربية والدولية ذات الشهرة والصيت فى هذا المجال، وتعمل فيه منذ سنوات طويلة، وبنت قاعدة جماهيرية واسعة، ما يتطلب من قناة (القاهرة الإخبارية) توظيف كل الأدوات اللازمة للتعامل مع متطلبات العمل الإعلامى الحديث، خاصة فى مجال الأخبار».
وتابع: «الأخبار مجال مكلف للغاية، خاصة فى ظل التطور التكنولوجى الحديث وعصر العولمة الذى نعيشه حاليًا، لذا يحتاج إلى معدات فنية على أعلى مستوى، تضمن نقل الأحداث بشكل فورى، وجودة البث، إلى جانب قاعدة انتشار فى أهم المدن والعواصم الدولية ومناطق الأحداث والصراعات، بما يتطلبه ذلك من تجهيزات وإعدادات».
ووصف الدكتور حسام النحاس، أستاذ الإعلام فى جامعة بنها، إطلاق قناة «القاهرة الإخبارية» بأنه يمثل نقلة نوعية عالمية للإعلام المصرى فى الجمهورية الجديدة، مشيرًا إلى أنها كانت مطلبًا أساسيًا للجمهور المصرى فى الداخل والخارج، وكذلك للخبراء والمختصين.
وقال «النحاس»: «من المخطط أن تعبّر قناة (القاهرة الإخبارية) عن صوت مصر فى الداخل والخارج، وتنقل صورة واقعية وتغطية إخبارية لحظية على مدار الساعة لمختلف الأحداث والقضايا والمستجدات العالمية، عبر شبكة مراسلين فى جميع أنحاء العالم ومختلف مناطق الصراع».
وأضاف: «من المأمول أن يتم ذلك بشكل عصرى واحترافى ومهنى، من خلال ما تملكه القناة من أحدث التقنيات التكنولوجية الحديثة فى مجال نقل وصناعة المحتوى الإخبارى الاحترافى شكلًا ومضمونًا».
وأشار إلى ضم القناة الجديدة كفاءات وكوادر فى مختلف مجالات الإدارة والتقديم والإعداد والتحرير والتصوير، وكذلك التنفيذ والإخراج التليفزيونى والإخبارى، ومن المقرر التزامها بكل الأكواد والمعايير المنظمة للتغطية الإخبارية فى العالم.
وتابع: «كل هذه العوامل من شأنها أن تجعل قناة (القاهرة الإخبارية) عنصرًا وشريكًا فاعلًا فى صياغة وصناعة الأخبار، وقياس توجهات الرأى العام العالمى تجاه أهم القضايا والأحداث، وكذلك إحدى أهم ركائز وأدوات القوة الناعمة للدولة المصرية عالميًا».
وأشاد الخبير الإعلامى بإطلاق القناة الجديدة خدمة صوتية باللغة الإنجليزية، وكذلك اختيار «القاهرة» باللغتين العربية والإنجليزية اسمًا لها، بما يسهم فى تعزيز مكانة مصر وريادتها الإعلامية فى المنطقة، ويليق بالجمهورية الجديدة للدولة المصرية.
وتوقع أن تجد القناة منذ بداية بثها تصنيفًا وموقعًا مهمًا على خريطة القنوات الإخبارية العالمية، وتحقيق أهدافها بأقصى درجات الكفاءة والفاعلية، وفقًا للرؤية والاستراتيجية الواضحة والمحددة طبقًا للمعايير العالمية التى اتبعتها.
واعتبر الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام السياسى فى جامعة القاهرة، أن تدشين قناة «القاهرة الإخبارية» خطوة تأخرت كثيرًا، لكن من الجيد إطلاقها فى نهاية المطاف، فأن تأتى متأخرًا أفضل من ألا تأتى أبدًا.
وقال «العالم»: «من البديهى أن دولة بحجم مصر تكون لديها قناة إخبارية متميزة ناطقة باسمها أمام العالم، وذلك لعراقتها وأهميتها الكبيرة، ليس فى الإعلام فقط، بل فى جميع المجالات».
ونبّه إلى أنه لضمان نجاح واستمرارية قناة «القاهرة الإخبارية» لا بد من مراعاة الشفافية والمصداقية فى نقل الأحداث، والتنوع فى مصادر الأخبار، والاستعانة بالكوادر الإعلامية المتميزة، وتدريبهم المستمر على استخدام أفضل التقنيات وأساليب العمل الإعلامى.