حسين فهمى: أتمنى تقديم دورة قوية من «القاهرة السينمائى»
- فيلم الافتتاح يجمع بين القيم الفنية والتجارية.. ودعوت ستيفن سبيلبرج للحضور
- اختيار فيلم «19 ب» ليشارك فى المسابقة الرسمية تحكمه الاعتبارات الفنية فقط
- تبنيت فكرة ترميم كلاسيكيات السينما المصرية لنحفظها ولأننا أحق برعاية تراثنا
قال الفنان حسين فهمى، رئيس مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، إن الأزمة الاقتصادية العالمية وراء بعض الانسحابات للرعاة، مؤكدًا تلقى إدارة المهرجان عروض رعاية بمبالغ طائلة، لكن جرى رفضها بسبب عدم توافقها مع السمات العامة للمهرجان، باعتباره مهرجانًا رسميًا يحمل اسم مصر، ويلتزم بهويتها وتقاليدها العريقة. وأكد «فهمى»، لـ«الدستور»، أن الدورة الجديدة للمهرجان ستشهد التزامًا كبيرًا بالضوابط والمعايير الفنية الأصيلة، وأنه لن يسمح بمشاركة مشاهير مواقع التواصل الاجتماعى من الدخلاء على الفن، تحت مسميات مؤثر «إنفلونسر» أو مدون «بلوجر».
■ ما أبرز التحديات التى تواجه الدورة الـ٤٤ من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى؟
- أكبر تحدٍ يواجهنا هذا العام هو الحروب والتحديات الاقتصادية التى أثرت على العالم كله، حيث حالت هذه الظروف دون الوصول إلى أفلام معينة، ورغم التحديات نحاول تقديم دورة ناجحة حتى فى ظل وجود ميزانية محدودة تخصصها وزارة الثقافة للمهرجان.
أتواصل مع أصدقائى من رجال الأعمال لدعم المهرجان ماليًا وزيادة الميزانية وإيجاد رعاة جدد.
يهمنى فى المقام الأول أن يدعم نجوم الصفوف الأولى والثانية والثالثة المهرجان، وبالفعل وجهت دعوات الحضور للجميع، وأتمنى أن يلبى عدد كبير منهم الدعوة وأن يشاركوا فى فعاليات المهرجان دعمًا لمصر.
■ أعلنت عن إلغاء فكرة الدولة ضيف الشرف هذا العام لماذا؟
- لا بد من حدوث تغييرات فى شكل المهرجان، لذا حرصنا على تغيير هذا التقليد بما يتناسب مع ظروف المهرجان، خاصة أن وجود أفلام من دولة واحدة كبرنامج متكامل كان يمثل عبئًا على الميزانية الخاصة بالمهرجان.
■ وما أسباب تقليص عدد الدول المشاركة من ٦٣ إلى ٥٢ دولة؟
- هناك العديد من الدول لم يشارك هذا العام فى المهرجان، لأن الحرب القائمة حاليًا بين روسيا وأوكرانيا ألقت بظلالها على جميع الدول والقطاعات ومنها صناعة السينما، التى تأثرت بشكل كبير خلال الفترة الماضية.
وجدنا أن بعض الدول ليس لديه ما يشارك به فى المهرجان، ومثل أى دولة نحن تأثرنا أيضًا.
لا أحاول تسييس المهرجان من خلال الانحياز لدولة على حساب أخرى، أو قبول أفلام من دولة دون الأخرى، فنحن لدينا أفلام من كل دول العالم، ولا أحد يستطيع فرض أى شىء على إدارة المهرجان، لأنها مستقلة بقراراتها.
■ هل تقبل وصفك بالديكتاتور فيما يتعلق بقراراتك أم أنك تفضل العمل الجماعى؟
- أنا أوجه وأتابع، ودائمًا أحرص على أن أكون مطلعًا على كل تفصيلة، وفى الوقت نفسه أعطى الحرية للجميع.
الإدارة بالنسبة لى هى إنجاز العمل فى مدة قصيرة، وأنا أعتبر نفسى مديرًا لخلية نحل تعمل ليلًا ونهارًا، وأحيانًا أطلب من شخص إنجاز عمل ما فإذا تكاسل أو تقاعس أنحيه جانبًا لإنجاز المهام من خلال شخص آخر، فليس لدينا وقت للتكاسل.
دائمًا أتفق مع أى فريق عمل يعمل معى على أهداف محددة، وهذه هــــى الإدارة بالنسبة لى، أن يكون لديك هدف تحققه ووجهة نظر ورؤية مختلفة الكل يشارك بها ويعمل وفقًا لها.
أتخذ قراراتى دائمًا بالتشاور مع المكتب الفنى ونتبادل الآراء ونتفق على ما هو الأصلح للمهرجان، لأننا نبنى لدورات عدة ولا ننظر لهذه الدورة فقط، ولم يحدث بيننا أى تصادم مثلما يحاول البعض أن يروج لذلك.
■ غالبية فريق العمل من الشباب فهل وجدت أى صعوبة فى التعامل معهم فى ظل التقدم التكنولوجى المتسارع؟
- بالفعل هناك تغيرات كبيرة ومتلاحقة تشهدها صناعة السينما ومجال تنظيم الفعاليات الكبرى، ورغم مشاركتى بشكل دائم فى مختلف المهرجانات فإننى لمست تغييرًا كبيرًا على مستوى التكنولوجيا والصناعة.
أصبحت نوعية الأفلام مختلفة تمامًا عن السابق، والتكنولوجيا وفرت علينا أشياء كثيرة، خاصة فيما يتعلق بحفظ الأفلام التى تشارك فى المهرجان والتى أصبحت موجودة على «هارد ديسك» و«فلاشات»، وقد تعرض مباشرة عبر القمر الصناعى.
حاليًا أصبحت الأمور أسهل مقارنة بفترات سابقة، وحاولت مواكبة ذلك، وبالفعل ساعدنى فريق عمل المهرجان، لأنه فريق متعاون ودءوب، ولم أجد أى صعوبة فى التفاعل معهم، لأن رؤيتنا تتفق على تقديم ما هو أفضل لمهرجان القاهرة السينمائى، لأنه أحد أهم المهرجانات الدولية، وطموحنا أن نخرج بهذه الدورة على أكمل وجه.
■ قلت إن الظروف الاقتصادية العالمية أثرت على المهرجان.. فهل تقف هذه الظروف وراء بعض الانسحابات الخاصة بالرعاة؟
- هناك رعاة اعتذروا عن عدم الاستمرار بالفعل، لكن فى المقابل هناك رعاة جدد، فالظروف الاقتصادية غيرت من الحسابات، ولكن لا أحد يستطيع أن يفرض علينا تقديم نوعية معينة من الأفلام أو تغيير الشكل الرسمى للمهرجان لمجرد كونه راعيًا تجاريًا، لأن المهرجان يحمل اسم مصر وله أسس وقواعد وقوانين داخلية تحكمه.
هناك رعاة تقدموا بمبالغ ضخمة للمشاركة، لكننا رفضنا ضمهم بسبب اختلاف التوجهات.
أنا لا أبحث عن التمويل لمجرد الحصول على الأموال لكنى أبحث عن التمويل الذى يتماشى مع سياسة المهرجان، مع مراعاة بعض المطالب للرعاة، وهناك بعض المطالب يتم رفضها تمامًا.
■ لماذا جرى استحداث ترميم الأفلام المصرية القديمة؟ وهل ستكون مقتصرة على الدورة الحالية فقط أم سيجرى تضمينها فى الخطوط العريضة للمهرجان كل عام؟
- هى خطة وضعتها بشكل عام للمهرجان، لأننى حينما توليت رئاسة المهرجان رأيت أن تراثنا السينمائى المصرى يستحق أن نحافظ عليه، لأنه جزء من هويتنا وثقافتنا وتاريخنا، خاصة أن عددًا كبيرًا من هذه الأفلام أصبح متهالكًا بدأ فى التحلل، فوجدتها فرصة لإحياء هذا التراث وتحويل الأفلام القديمة لنسخ رقمية، رغم أنها عملية مكلفة جدًا إلا أن تراثنا السينمائى يستحق المغامرة.
■ وماذا عن أزمة ضوابط الزى وظاهرة مشاركة «الإنفلونسرز» و«البلوجرز»؟
- لا يوجد مكان لأى شخص لا يلتزم بالمعايير والضوابط، لأننى لن أسمح بتوجيه أى انتقادات للمهرجان أثناء ولايتى.
قصة «الإنفلونسرز» و«البلوجرز» انتهت، ولن يتم توجيه دعوات لهؤلاء الأشخاص، والدعوات هذا العام تحمل باركودًا معينًا حتى نتأكد من أنه لن يدخل المهرجان أحد سوى المدعوين فقط.
■ وما سبب إلغاء عدد من الشراكات مثل الشراكة مع مركز السينما العربية؟
- الانتقادات التى وجهت لهذا المركز على مدار السنوات الماضية كانت كثيرة فكانت سببًا فى إلغاء الشراكة، لأننى فضلت اتقاء الشبهات، خاصة شبهة وجود مصالح تجارية بين المهرجان وعدد من الجهات الشريكة.
هدفى منذ توليت رئاسة المهرجان الذى يحمل اسم مصر وهو تابع لوزارة الثقافة، هو إقامة مهرجان قوى، ووجدت أن هناك أمورًا لا تستحق أن نعيد النظر فيها.
■ يواجه المهرجان فى كل عام حيرة بشأن اختيار فيلم مصرى للمشاركة فى المسابقة الدولية؟
- بالفعل نواجه هذه المشكلة فى كل عام، لأن السينما هى فن وصناعة وتجارة، لكن فى مصر أصبحت تهتم فقط بالتجارة، ومعظم الأفلام المصرية تجارية، وعلينا الاعتراف بذلك والتخطيط لعلاج المشكلة وتحقيق معادلة الفن مع التجارة، فمثلًا عندما أنتجنا فيلمًا مثل «العار» جمع بين العنصر الفنى والتجارى وهذه المعادلة جعلته ينجح تجاريًا وفنيًا.
بالنسبة للمشاركة فى المهرجانات فالقيمة الفنية تتصدر أى اعتبارات أخرى، ووقع اختيارنا على «The Fabelmans» للمخرج ستيفن سبيلبرج، ليكون فيلم افتتاح الدورة الـ٤٤ لأنه يجمع بين القيمة الفنية ومواصفات الفيلم التجارى.
ووجهت الدعوة لـ«سبيلبرج» الذى تجمعنى به صداقة قديمة للحضور، وأقنعته أن يكون العرض الأول للفيلم فى مهرجان القاهرة، وأتمنى أن يلبى الدعوة وأن يكون من نجوم المهرجان هذا العام.
■ وقع اختيار إدارة المهرجان على فيلم «١٩ ب» ليمثل مصر فى المسابقة الرسمية، وهو من إنتاج رئيس المهرجان السابق محمد حفظى، ما تعليقك؟
- فيلم «١٩ ب» فيلم قيم ويستحق أن يكون فى المسابقة الرسمية، ووقع الاختيار عليه بعيدًا عن أى مجاملات لمنتجه محمد حفظى، وأنا حريص على انتقاء جميع الأفلام المميزة والجيدة دون النظر لأى اعتبارات أخرى.