مشهد في قرى القليوبية.. «حياة كريمة» غيرت حياة الأهالي وأطفالهم
سنوات طويلة تكبد خلالها الأهالي وأطفالهم معاناة المدارس البعيدة عن مساكنهم.. أطفالهم يقطعون المسافات الطويلة، والآباء يتكبدون مشقة ومعاناة والتزامات مادية تُثقل كاهلهم.. هُنا قرى مركز شبين الكوم بمحافظة القليوبية، والتي طالتها أيادي مبادرة حياة كريمة، فحوّلتها إلى الأفضل، وغيرت واقعها كما يحدث في كل أنحاء مصر.
محمد عمر، أحد أولياء الأمور الذين عايشوا هذه المعاناة، ويعشون الآن لحظات ما بعد حياة كريمة، يقول إن أولاده وأبناء قريته كانوا يستغرقون نحو ساعة يوميا للإنتقال في المواصلات لمدارسهم في القرى المجاورة والتي تبعد اقربها نحو 4 كيلو بالإضافة إلى مصاريف مواصلات تتجاوز الـ 600 جنية شهريا للطالب وهي تكلفة كبيرة على عاتق الكثير من الأسر خاصة وأن هناك نهر جاري من المصاريف خلال فترة الدراسة وكان وجود مدرسة في القرية هي حاجة ملحة لخدمة الطلاب وأولياء الأمور.
وأضاف أن الذهاب يوميا للمدارس كان يكبد الطلاب عناء وتعبا شديدا مايجعلهم غير قادرين على المذاكرة بتركيز وحضور مجموعات التقوية وممارسة الانشطة بل يغلبهم النعاس بعد يوم شاق عليهم ليصبحوا في ما أمسوا عليه بالتالي فهم يفقدون للبيئة الطبيعية والمناخ المناسب لتلقي التعليم.
وأشاد بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي في ذلك الأمر بالحفاظ على الطلاب والطالبات التعليم الأساسي من السير لمسافات طويلة أكثر من كيلو متر، فتم ذلك من خلال مبادرة حياة كريمة وإنشاء وتأهيل المدارس في مختلف المحافظات قبل بدء العام الدراسي الجديد في المناطق المحرومة من وجود مدارس طبقًا لضوابط وزارة التربية والتعليم.
وتم تشييد العديد من المدارس التي تم تطويرها والتي تخطت الـ24 مدرسة بمركز شبين القناطر منها رفع كفاءة مدرسة نوى الحديثة الابتدائية المشتركة والتي تتكون من أربعة طوابق وتضم 21 فصلا دراسيا، بالإضافة إلى معمل وحاسب آلي، مجهز لتعليم الطلاب مبادئ علوم الحاسوب والتي أصبحت مهمة للغاية في الوقت الحالي فضلا عن توفير معامل للأنشطة والعلوم لخدمة الجانب العملي في التعليم.
وأشار إلى توفير تعليم اللغات أيضاً شجع أولياء الأمور لإلحاق أبنائهم بها فقد يكون للبعض رغبة في ذلك لكن عدم توافر مدرسة بالقرب من مكان سكنه هي المعضلة لكن مع انشاء ورفع كفاءة هذا النوع من المدارس كمدرسة نوى الرسمية للغات والمكونة من أربعة طوابق وتضم 22 فصلا دراسيا يستطيع استيعاب هذه الأعداد الراغبة في الالتحاق بها كذلك رفع كفاءة مدرسة نوى للتعليم الأساسي والتي تم الانتهاء من تطويرها بالكامل وجاهزة للعمل مع بدء العام الدراسي الجديد.