رغم النمو الضئيل.. توقعات اقتصادية بدخول الاقتصاد الأمريكي مرحلة الركود
أكدت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أنه من المتوقع أن ينمو الاقتصاد الأمريكي في الربع الثالث من عام 2022 - مدعومًا إلى حد كبير بتقلص العجز التجاري - على الرغم من التوقعات بضعف إنفاق المستهلكين.
وتابعت أنه من المتوقع أن تعلن وزارة التجارة يوم الخميس المقبل أن الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة نما بمعدل سنوي قدره 2 في المائة في الفترة من يوليو إلى سبتمبر، وفقا لخبراء اقتصاديين استطلعت رويترز آراءهم، ويمثل هذا انخفاضًا عن انخفاض غير متوقع بنسبة 0.6 في المائة في الربع الثاني ومن انخفاض بنسبة 1.6 في المائة في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام.
الولايات المتحدة تواجه مرحلة الركود
ويتوقع المحللون في "جي بي مورجان" أن يعزى النمو في الناتج المحلي الإجمالي إلى "التضييق الكبير في العجز التجاري خلال الربع"، وانكمش العجز التجاري للولايات المتحدة للشهر الخامس على التوالي في أغسطس، حيث أنفق المستهلكون على الخدمات أكثر من السلع، وخفض تجار التجزئة الطلبات الخارجية لإدارة المخزونات الفائضة.
وأكدت الصحيفة البريطانية، أنه على الرغم من أنه من المتوقع أن يدفع العجز التجاري نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثالث، إلا أنه من المتوقع أن تكون بعض التفاصيل الأساسية للتقرير سلبية، وقال تروي لودتكا، كبير الاقتصاديين الأمريكيين في Natixis Americas، إن الإنفاق الاستهلاكي والاستثمار من المتوقع أن يضعف.
وتابعت أنه على الرغم من التوقعات بأن الاقتصاد قد نما في الربع الثالث، إلا أن الولايات المتحدة قد لا تزال في طريقها إلى الركود العام المقبل، حيث يواصل مجلس الاحتياطي الفيدرالي تشديد السياسة النقدية بقوة لكبح التضخم.
وأضافت أنه في العديد من البلدان، يتم تصنيف ربعين متتاليين من انكماش الناتج المحلي الإجمالي على أنهما ركود "تقني"، لكن المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية، الكيان الحكومي الذي يحدد ما إذا كانت الولايات المتحدة قد دخلت الركود، رفض الإعلان عن ذلك لأن سوق العمل لا يزال قوياً.
وقال لودتكا: "نحن الآن نتأرجح بشكل أساسي على حافة ما يمكن أن يكون انكماشًا اقتصاديًا كبيرًا للغاية على يد الاحتياطي الفيدرالي، إنهم يحاولون تعويض خطأ ارتكبوه في عامي 2020 و 2021 بخطأ أكبر".
تحركات أوروبية
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإنه من المتوقع أن يعلن البنك المركزي الأوروبي عن زيادته الثانية على التوالي 0.75 نقطة مئوية في أسعار الفائدة يوم الخميس، مؤكداً عزمه على معالجة المستويات القياسية المستمرة للتضخم في منطقة اليورو.
لخص سبيروس أندريوبولوس، كبير الاقتصاديين الأوروبيين في بنك بي إن بي باريبا، التوقعات بالقول إن البنك المركزي الأوروبي "ما زال يلعب دور اللحاق بالركب" في محاولته احتواء التضخم وأنه "لا يزال من السابق لأوانه اتخاذ موقف حذر في اتصالات البنك المركزي الأوروبي".