الانبعاثات الكربونية تهدد الأرض.. كيف تقلل مصر منها قبل كوب ٢٧؟
أحوال جوية مضطربة يعيشها العالم كله منذ العام الحالي بسبب الانبعاثات الكربونية التي أدت إلى زيادة التغيرات المناخية بسبب الكربون، ولكنها لم تكن وليدة اللحظة بل استمرت لسنوات متعددة، وبدأت تكشف عن نفسها في الوقت الحالي مع زيادة انبعاثات الكربون وتسببه في كثير من المشاكل الصحية.
وتزامنًا مع مؤتمر المناخ كوب ٢٧ الذي سيعقد في نوفمبر المقبل بمدينة شرم الشيخ لبحث تداعيات التغيرات المناخية، فإن مصر كان لها تجارب في إزالة الكربون ومحاولات تقليب الانبعاثات الكربونية الضارة.
جهود مصر لتقليل الانبعاثات الكربونية
ومن جهود مصر التي قامت بها في هذا الملف توقيع عدد من مذكرات التفاهم حول المشروعات الخاصة بإزالة الكربون، خلال فبراير من العام الحالي، حيث وقعت إيجاس وشل وشلمبرجير، مذكرة تفاهم لدراسة إمكانية تطوير الأعمال ذات المنفعة المشتركة في مجال إزالة الكربون مع التركيز على آليات استخدام الهيدروجين والطاقة منخفضة الكربون، من خلال محورين رئيسيين، وهما نشاط الهيدروجين والأمونيا، وتخزين الكربون في أنشطة الغاز.
ووقعت إيجاس مذكرة تفاهم مع شل للتعاون في تحديد الخيارات المتاحة لإزالة الكربون من صناعة الغاز المصرية، من خلال تحديد المشروعات التي يمكن خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ومشاركة أفضل الطرق والوسائل والممارسات الخاصة باستراتيجيات إدارة الكربون، وتقييم الجدوى الفنية والمالية لهذه الاستراتيجيات، وتحديد الإطار الزمني المناسب واللازم لهذه الاستراتيجيات بدءً من تحديد الاستراتيجية حتى تنفيذها.
فماذا يعني إزالة الكربون؟ وكيف يمكن عزله وتقليل المخاطر والأضرار التي تعود على البيئة منه؟ وما الذي قامت به مصر من أجل ذلك؟. "الدستور" أجابت على تلك الأسئلة.
استشاري تغيرات مناخية: «عزل الكربون يساهم في تقليل التغيرات المناخية»
في البداية يقول الدكتور سمير طنطاوي، استشاري التغيرات المناخية عضو الهيئة الحكومية الدولية لتغير المناخ، لـ"الدستور" أن إزالة الكربون يعرف بأنه عزل الكربون من الغلاف الجوي، ولكن بالرطيق الطبيعية غير ضارة للبيئة من خلال الاعتماد على عدة عمليات كيميائية أو فيزيائية أو حيوية.
ويوضح أن في الوقت الحالي أصبح هناك طرق أخرى تخص عزل الكربون من بينها طرق صناعية وبشرية منها: “قنص وتخزين ثاني أكسيد الكربون في مختلف المجالات أشهرها محطات الطاقة التي تعمل بالوقود الأحفوري”، مشيرًا إلى أن تكنولوجيا القنص تقوم بها المحطات بعد تعزيزها بتلك التقنية.
ويشرح طنطاوي كيف تتم تلك العملية من خلال أنه يتم حرق الوقود الذي يشعل المحطة ومن الطبيعي أن تنطلق إلى الغلاف الجوي ولكن هنا يأتي دور القنص وأخذ كميات من ثاني أكسيد الكربون وتخزينها في تكوينات جيولوجية بمواصفات معينة".
أول مشروع علمي صناعي لعزل الكربون
ولمصر مجهودات كثيرة في مجال عزل وإزالة الكربون، منها مشروع يجرى العمل عليه الآن من خلال مركز التميز العلمي للجرافين وتطبيقاته في الطاقة والإلكترونيات بالجامعة المصرية اليابانية، في مدينة برج العرب بالإسكندرية، والذي يقوم على بناء نظام نصف صناعي وطني، لإنتاج الوقود الشمسي الأخضر السائل، لمواجهة التغيرات المناخية الناتجة من غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعث صناعيًا.
ويعتبر ذلك المشروع أول مشروع علمي في مصر يمزج بين العلم والصناعة لتحويل غاز ثاني أكسيد الكربون إلى طاقة نظيفة، بهدف تحويل المواد الضارة إلى قيمة مضافة نافعة.
ولإزالة الكربون وعزله فؤاد في التغيرات المناخية، إذ يؤكد الدكتور سمير أنه في حال إزالة الكربون ستتوقف ظاهرة التغيرات المناخية، إذ أنها تنتج عن زيادة تركيزات ثاني أكسيد الكربون والاختلاس الحراري، ولكن في حالة إزالته ينقل الظواهر المناخية مثل الحر الشديد والأمطار والسيول، وبذلك تصل الدول لما يعرف باسم اقتصاد معزول الكربون.
وبحسب طنطاوي يهدف إزالة الكربون إلى وصول الدول لمستوى قياسي من انبعاثات الكربون التي تزيد من درجة حرارة الأرض وهو ما تم الإتفاق عليه في مؤتمر باريس للمناخ بألا تزيد درجة حرارة الأرض عن ١.٥، ولذلك لا بد من خفض الانبعاثات.
ويضيف أن قطاع البترول في مصر له دور قوي في تنفيذ مشروعات وبرامج لتحسين الطاقة وتقبل نسبة الانبعاثات والاعتماد على الغاز الطبيعي وغاز الميثان واستخدام الطاقة المتجددة.
دراسة توضح أضرار زيادة انبعاثات الكربون
في ١٤ سبتمبر نشرت دراسة علمية في دورية “بروسيدنجز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس” (PNAS)، خلصت إلى أن زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون تهدد بحدوث عواقب وخيمة على الحياة، سواء في الماء أو على الأرض؛ إذ تمتص المحيطات كميات كبيرةً من الكربون، مما يؤدي إلى تفاعلات كيميائية تتسبب في ارتفاع حامضية المياه، وقتل العديد من الأنواع البحرية أو الإضرار بها.