«عبد الوهاب قال لي خسرك الغناء وكسبك الأدب».. حكايات أنيس منصور
تحل هذه الأيام ذكرى رحيل الكاتب الصحفي والروائي أنيس منصور، والذي يعد أحد أبرز وأشهر الكتاب الصحفيين في مصر والعالم العربي، والكاتب الصحفي الأول على مدار سنوات عديدة من حياته الصحفية. قدم أنيس منصور ما يقرب من 200 كتاب للمكتبة العربية ما بين الترجمة والتأليف والسيناريو والرواية.
في العديد من الحوارات التليفزيونية تحدث أنيس منصور عن حياته، وقال في إحداها: "من المواقف التي عشتها تظهر مدى ما اكتسبته عبر العزلة التي شاهدتها في طفولتي بجانب الكتاب وحفظ القرآن، كنت في الثانية الابتدائية، كان يدرس لنا ناظر المدرسة وأعطاني صفر في مادة التعبير، ذهبت لوالدي وأبلغته النتيجة، وكان والدي في هذا الوقت يعمل مأمور تفتيش عزبة يكن بك، فذهب بي للناظر، وسأله هل أنت حافظ القرآن فرد بلا، وتبعه بقوله حافظ نهج البردة، حافظ الهمزية النبوية، وكانت النتيجة أن الناظر أعتذر لي وأعطاني 10 من 10.
ويكمل: "عشت ريفيا ومازلت إلى الآن، لدرجة سافرت إلى أغلب بلاد الدنيا، ولكن كنت استحم في "الطشت" وتوقفت عن ذلك قبل زواجي بسنتين فقط، كنت ريفيا ولم أزال وبرغم من انفتاحي على العالم إلا أنني لم أنشر صورة لأمي حتى الآن، ولن أنشر. كنت ريفيا مغلق، وعالمي محدود، غير أن العالم واسع وقد استفدت من تلك العزلة، وكسرت القوقعة مع الوقت".
ويضيف: “أول مرة أشوف إسكندرية من الجو عبر سفري لأول مرة للسويد، ليس هناك أروع وأجمل من السفر، شاهدت الدنيا ككتاب مفتوح اقلبه بعيني، وجدت عبر السفر طبائع البشر هى ذاتها ليست هناك فروقات كبيرة”.
ويتابع منصور: “في اوائل 52 كان يأتينا عبد الحليم حافظ لكي ننشر عنه أخبار، لم يكن عبد الحليم حقق شهرته في تلك الفترة، كنا نغلق عليه البيت لنغني، وفجأة طلب مني أن أذهب لعبد الوهاب حتى يسمعني، وذهبت مع عبد الحليم وكمال الطويل ومأمون الشناوي، وذهبنا ووجدت عبد الوهاب يجلس على كرسي ويسمع بنت فلاحة قاعدة على الأرض بتغني عاشق الروح، فنظرت إلى عبد الحليم وقلت له البنت صوتها وحش وهو بيقول ياسلام، فكان رد حليم أنت ما تعرفش أن عبد الوهاب مجامل قووي، وقتها طلبت أن لا يتحدث في الأمر نهائي، ومرت الأيام وخرج عبد الوهاب في أحد البرامج وقال أنا لم أسمع أنيس منصور، وهو ظلمني، وإذا كان خسر الغناء أنيس منصور فقد كسبه الأدب”.
واختتم: “دارت الأيام وطلب مني محمد عبد الوهاب أن أذهب إليه، فقد كانت زوجته خارج البلاد وهو وحيدا، وقال هذه فرصة اسمع صوتك، ذهبت إليه وغنيت أمامه فلما قال ياسلام ياسلام تأكدت من أنها مجامل وصرفت نظر عن الأمر”.