دراسة أوروبية: تغير المناخ وارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض يحفز انتشار الأوبئة
حذر عدد من الخبراء من أن أزمة المناخ ستؤدي إلى تفاقم معظم الأمراض، ويمكن أن تحفز الوباء القاتل القادم، ولكن مع ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض ستصبح غالبية الأمراض- من الفيروسات الخفيفة إلى الأوبئة القاتلة- أكثر شيوعًا، وذلك وفقًا لدراسة أجريت، حيث يتفاقم أكثر من نصف 58% من الأمراض المعدية المعروفة بسبب تغير المناخ.
وذكرت الدراسة، التي نشرها موقع "يورو نيوز" الأوروبي، أن تغير المناخ يؤدي إلى إجبار الحيوانات والبشر على التقارب معًا، مما يزيد من خطر "القفز" بين الأنواع.
وتدفع الفيضانات والحرائق والجفاف الحياة البرية إلى البحث عن موارد في مكان آخر، وفي الوقت نفسه يتعدى البشر على الطبيعة أكثر من أي وقت مضى، بما في ذلك عن طريق قطع الأشجار للمراعي والبناء.
وتؤدي هذه الديناميكية إلى ظهور أمراض مميتة، كما يوضح البروفيسور دانيال بروكس، الأستاذ في علم الأحياء التطوري بجامعة تورنتو، والذي أشار إلى أن تغير المناخ يغير ظروف الحياة بالنسبة للأنواع، وعندما تتجاوز هذه التغييرات منطقة الراحة للأنواع، يبتعد أفراد الأنواع بحثًا عن ظروف أكثر ملاءمة للعيش، ومن خلال تحفيز الحركة بشكل عام فإن تغير المناخ يمهد الطريق للمضيفين للتواصل مع مسببات الأمراض التي يكونون عرضة لها ولكنهم لم يتعرضوا لها من قبل.
وذكرت الدراسة: تزدهر القراد أيضًا في الطقس الأكثر دفئًا، ففي الولايات المتحدة تضاعفت حالات الإصابة بمرض لايم الذي ينقله القراد- وهو مرض بكتيري يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة في المفاصل والجهاز العصبي- إلى أكثر من الضعف خلال الثلاثين عامًا الماضية.
ويؤدي ارتفاع درجة حرارة المحيطات إلى تكاثر الطحالب المميتة، حيث يمكن لتكاثر الطحالب السامة- الكائنات الحية الخضراء المزرقة التي قد تراها تطفو في المسطحات المائية- أن تقتل كل الأسماك في البحيرة، ويمكنها أيضًا إيذاء البشر أو قتلهم بشكل خطير.
وتزدهر الأزهار حيث تتساقط مياه الصرف الصحي والجريان الكيميائي في مجاري المياه، ويؤدي ارتفاع درجات الحرارة أيضًا إلى تحفيز هذه النموات، وكذلك الحال مع ارتفاع مستوى سطح البحر، حيث تخلق المسطحات المائية الساحلية الضحلة والمستقرة بيئة مثالية للزهور.