«ماما زمانها جاية».. رحلة محمد فوزي من أغاني الأطفال للمرض النادر
كان المطرب الراحل محمد فوزي أول مَن يهتم بالأطفال، فهناك العديد من الأغاني التي يرددها الصغار حتى يومنا هذا كـ"طلع الفجر"، و"ماما زمانها جاية" التي صورها في مبنى التلفزيون.
وقدم فوزي مجموعة من الأغاني الوطنية منها "بلدي أحببتك يا بلدي"، كما قدم الأغنية الدينية "يا تواب يا غفور" وأنشأ أول مصنع للأسطوانات في الشرق اسماه "مصرفون" وكان هذا المصنع نواة شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات.
وولد محمد فوزي في طنطا 1920 لوالد يعمل مقرئًا، وبدأ في الغناء بالموالد وورث جمال صوت والده الذي كان دائم ترديد أغاني كوكب الشرق أم كلثوم.
سمع الملحن مصطفى العقاد، الذي كان يعمل ضابط إيقاع بمعهد الموسيقى بأعجب بصوته وساعده على الالتحاق بالمعهد عام 1935 وفي فترة الدراسة عمل في فرقة بديعة مصابني كمطرب ولم يترك الفرقة إلا بعد أن طردت بديعة مصابني الراقصة "لولا" التي كانت أول حب في حياته.
وانتقل محمد فوزي للعمل في فرقة فاطمة رشدي ثم الفرقة القومية المصرية ليكون بديلاً للمطرب إبراهيم حمودة في حالة تخلفه عن الغناء في مسرحية "شهر زاد" وحدث أن مرض "حموده" ليلة الافتتاح وصعد محمد فوزي إلى المسرح واضطر للارتجال وبسبب شعوره بالفشل ترك المسرح وعاد للغناء، ثم رسب في اختبارات القبول كمطرب في الإذاعة واعتمد بعد قيام ثورة 1952.
في أواخر أيامه، أصيب فوزي بمرض غريب حيّر الأطباء في تشخيصه لدرجة أنه نقص وزنه من 77 كيلوا جرام إلى 40 كيلو فقط، وتدخلت أم كلثوم لدى الرئيس عبد الناصر لعلاجه على نفقة الدولة وسافر إلى أمريكا وأطلق الأطباء الأمريكيون اسمه على المرض وما زال يعرف في الموسوعات الطبية باسمه. حسب جريدة "الأحرار" 1977.
وفي 1977 اقترح الموسيقار عمار الشريعي إطلاق اسم محمد فوزي على شركة صوت القاهرة وذلك أثناء استضافته في إذاعة "صوت العرب".