مفكر عراقي بملتقى التصوف: معالم الشريعة الإسلامية هدفها مستقبل الأسرة الإنسانية
قال الدكتور عمر القادرى، المفكر الإسلامى العراقي، إن معالم الشريعة الإسلامية تهدف من خلال تطلعاتها إلى مستقبل الأسرة الإنسانية، إلى مفهوم عصري يوائم الفترة الزمنية التي تمر على الإنسان، لذا نجد ذلك جلياً في قول علي بن ابي طالب رضي الله عنه (لا تؤدبوا أولادكم على ما أدبكم عليه آبائكم فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم)، فتطور الزمان يلزم منه تطور الإنسان، أعني تطوره على جميع المستويات، وأهم محاور التجديد الإنساني هو التجديد الفكري خصوصاً وأن التأخر الحاصل في هذا المجال أنتج لنا الأفكار المتشددة التي تنظر إلى الدين على أنه نموذج حرب والحقيقة في مفهومها تتعارض مع النصوص الدينية الكلية، فيقول الله تعالى (وقولوا للناس حسناً وأقيموا الصلاة) فقدم القول الحسن على إقامة الصلاة التي هي ركن من أركان الإسلام، فهذه إشارة إلى أن السلام هو روح الإسلام والأصل الأصيل الذي بنيت عليه أركانه.
وتابع "القادرى" خلال مشاركته فى ملتقى التصوف العالمى الـ17 بالمغرب، أن خطاب الضغينة المتردي الذي أصبح يسود المجتمع الإسلامي أثر سلباً على سمعة الإسلام، بل أصبح يضرب بأساسه حيث أدى إلى استهداف نقلة الدين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والخطة الممنهجة لضرب نقلة الدين تقف من خلفها ايادٍ تريد أن تفصل الإسلام عن قواعده لتنشئ مفهوماً انتقامياً من الآخرين، بل لتكون الرافد والمبرر لنشئة المجاميع الإرهابية والمناهج التكفيرية، فبتتبع الأحداث نجد أن نشوء الجماعات الإرهابية مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأفكار الداعية إلى النيل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو الغاء مفهوم المذاهب الفقهية الأربعة، التي بنت أحكامها الفقهية على أصول الفقه الثابت في أدلته والمتغير من حيث المتغيرات التي يتطلبها المجتمع، وهذا الأمر كان كفيلاً بأن يقيد الفرد المسلم بقانون يحتكم إليه عند الخلاف والاختلاف، ولما ضعف هذا المنهج انتجت الأفكار المتطرفة ما يسمى بفقه الدليل الداعي إلى أخذ الأحكام من الأدلة الإجمالية، كي يتسنى لهم إنتاج أحكام تبرر لهم أفعالهم الإجرامية، ومن خلال استقراء تاريخ الأمم الفاضلة والأمم المتطورة نجد جلياً واضحاً ترسخ القانون في نفس الفرد والوازع القانوني الرادع عن الجريمة في كل أشكالها.