باحث مصري: الإمام الغزالي استطاع أن يضع مؤلفا يرتب فيه أعمال المسلم
قال الباحث المصرى، أحمد رمضان، إن الإمام الغزالى قد استطاع أن يضع مؤلفا يرتب فيه أعمال المسلم منذ أن يقوم من نومه حتى يرجع لمضجعه، وافترض أن جميع أعمال المسلم يمكن أن يتحصل بها على الثواب حتى إن كانت مباحة، فالنوم هو من قبيل المباح لكن بنية العبد ممكن أن يتحول النوم إلى عبادة إذا أراد صاحبه أن يريح الجسد من أجل الانتهاض للعمل، كذلك الطعام والشراب هي من أعمال المباحات حيث لا ثواب على فعلها ولا عقاب من تركها أو فعلها لكن تتحول لعبادة وتثاب على الطعام والشراب إذا كان ذلك من أجل القدرة على طاعة الله أذن بالنية وحدها يتحول المباح إلى مندوب.
وتابع "رمضان": خلال مشاركته فى فعاليات المتلقى العالمى للتصوف بالمغرب، أن الإمام الغزالي وضع منهج عمل على مدار الـ 24 ساعة وحذر العلماء من تعلم العلم من أجل الشهرة والمباهاة والجاه والسلطان، ورتب حياة المسلم ما بين فريضة الصلاة والأذكار والتدبر والتكسب فالساعي على أن يطعم أولاده وأهل بيته فهو في سبيل الله كما جاء في الأثر، حتى أن العوام انتشر فيما بينهم أن العمل عبادة من هذا المنطلق.
وأضاف، أن التصوف لم يدعو أبدا إلى ترك العمل، حتى قال المشايخ مقامك حيث أقامك، فإذا كنت مسئولاً عن أسرة أو مسئول عن قضاء حوائج المسليمن يجب أن تكون على أكمل وجه.
ويعد الإمام الغزالي من كبار أعلام التصوف كما أن مصنفه إحياء علوم الدين هو أكبر وأشهر مصنف في التصوف والسلوك فهو العمدة، وقد انعقد الإجماع بين الباحثين والعلماء القدامى والمحدثين على أهمية هذا كتاب يُعدّ كتاب الإحياء موسوعة صوفية– سنية لا تُبارى، إذ حشد فيه مؤلفه جملة من أفكاره وآرائه الأكثر تأثيراً وأهمية، وقد صنفه في المرحلة الثانية من حياته، أثناء رحلته الطويلة في بلاد الشام والحجاز ومصر، وقد ظهرت في الكتاب النزعة الروحية التي امتاز بها حجة الإسلام في تلك الفترة.
وأوضح قائلا: "ولم يسلم هذا الكتاب من هجوم أعداء التصوف فرموا أحاديثه بالضعف وقد غاب عنهم قواعد أهل العلم في العمل بالحديث الضعيف وكان هجوما بمثابة شهادة لهذا الكتاب وعلامة ودليل على قوته وصدق مؤلفه حجة الإسلام.
إنجازات الشيخ علي جمعة مفتي مصر
المجال العلمي:
وعن إنجازات علي جكعة، قال إنه من العلماء الأجلاء الذين اعتنوا بشرح إحياء علوم الدين بالجامع الأزهر وأعاد للأزهر الشريف بريقه وفتحت له أبوابه عام 1998 ليعيد علينا مجالس العلم على الطريقة القديمة ضمن جدران وأروقة الجامع الأزهر الشريف وبدأت الدروس بعد الشروق من كل يوم لمدة ستة أيام في الأسبوع، قرأ فيها علم الحديث وقواعد الفقه، وأصول الفقه، وعلم التوحيد، والمنطق ومصطلح الحديث، والتفسير.
كما سعى لإعادة هذه المجالس وفتح الباب أمام العوام في أن يفهموا منهج الأزهر في الوقت الذي أغلقت فيه أبواب جامعة الأزهر أمام العوام في التسعينيات في أعقاب اختراق الجماعات الإسلامية للأزهر الشريف.
وكان عدد الطلاب يزيد على مائتي طالب من كل الدنيا ومن كل التخصصات وحضر الطلاب والطالبات من الأزهر ومن غير الأزهر بكل مراحل العمر، والدراسة مفتوحة لمن شاء أن يحضر، وبنيت الدراسة على قراءة الكتب القديمة وعلى فتح باب المناقشة وعلى الحوار حولها وكيفية الوصل بين الأصل وبين العصر، ومميزات منهج أهل السنة في فهم النص وفي فهم الواقع وفي الوصل بينهما.