تطبيقات المواعدة.. زواج آمن أم دعارة مُقننة؟

تساعد تطبيقات المواعدة أو الزواج الكثيرون على إيجاد شريك الحياة، والذي ربما لا تجمعهم الحياة معًا في إطار ما، فيجدون ما يتوافق معهم عبر تلك التطبيقات الإلكترونية من خلال شبكة الإنترنت العنكبوتية.

إلا أن بعض تطبيقات المواعدة لا تكون آمنة بالشكل الكافي، لذلك تهاب الكثير من الفتيات الاقتراب منها أو خوض مثل تلك التجارب، حتى لا تتعرض لمضايقات من الطرف الآخر أثناء البحث عن شريك الحياة.

"الدستور" رصدت في التقرير التالي عدد استخدام المصريين لكل تطبيقات المواعدة، إلى جانب قصص وحكايات لفتيات خضن تلك التجربة من أجل البحث عن شريك الحياة المناسب عبر تلك التطبيقات الإلكترونية.

حكايات من دفتر تطبيقات المواعدة في مصر

 روان.م، فتاة عشرينية، كان لها تجربة مع تطبيق هارمونيكا للمواعدة إذ خاضت التجربة، بعدما قامت بعمليات بحث ضخمة عن التطبيق والرقابة عليه وكيف يمكن أن يكون آمن والإجراءات التي تقوم بها حال تعرضها لمضايقات.

تقول: "الموقع به رقيب شخص يكون حاضر تلك المحادثة بين الطرفين، ففي حال خروج أحدهم عن الآداب العامة يتم حظره، وكذلك يتحدث مع الفتيات حول تجربتهن ويتيح لهن رغبتهن في الانسحاب في أي وقت".

تضيف: "إلا أن بعض الأشخاص يقومون بأخطاء بعيدًا عن أعين ذلك التطبيق، فقد تعرفت على شخص وقمنا بالحديث أكثر من مرة، إلا إنه أقنعني بأن الحديث خارج ذلك التطبيق سيكون بأريحية".

أرسلت له روان رقم هاتفها في رسالة خاصة استطاع هو تشفيرها حتى لا يقرأها الرقيب، وبالفعل تواصل معها لفترة طويلة ووعدها بالزواج ولكن بعد مرور ما يقرب من 6 أشهر على الحديث بينهم لم تجد جديد لذلك أنهت الفتاة تلك العلاقة.

تطبيق هارمونيكا

يعتبر تطبيق "هارمونيكا" أحد أشهر تطبيقات الزواج على الإنترنت، والذي خرج منذ العام 2017، وأصبح على مدار السنوات الماضية أكبر تطبيق مواعدة في مصر، إذ تشير البيانات على تطبيق "جوجل بلاي" أن آلاف المصريين قاموا بتحميله واستخدامه، وهناك 10 ملايين رسالة وأكثر من 150 ألف مستخدم خلال عام ونصف فقط حققه "هارمونيكا".

يتيح تطبيق "هارمونيكا" للمستخدم إرسال نسخ من المحادثات إلى طرف ثالث، بموافقة المستخدم الآخر، ليقوم مقام القريب أو "ولي الأمر" الذي قد يرافقك في اللقاءات الأولى مع شريكة أو شريك الحياة المحتمل ولا يُسمح إلا بالحديث لشخص واحد. 

ولم يكن ذلك هو التطبيق الوحيد الخاص بالزواج في مصر، ولكن هناك تطبيق "تندر" الذي أصبح ينافس تطبيق "هارمونيكا" بعد تصنيف موقع "سيميلار ويب" الخاص بتحليل المواقع الإلكترونية له أنه في المرتبة 20 ضمن 50 تطبيقًا الأكثر تنزيلًا في مصر.

وتعتبر تطبيقات المواعدة الأكثر تنزيلًا في مصر بعد تطبيقات التذكير بمواقيت الصلاة ونغمات الهاتف وتطبيقات صور ورق الحائط في الهواتف المحمولة، إلا أن "هارمونيكا" لازال متصدر الأمر.

أما تطبيق تندر يسمح بالحديث لأكثر من شخص ولا يفحص حسابات المستخدمين على موقع فيسبوك للتأكد من أن المواصفات التي ذكرها المستخدم حقيقية.

كانت تجربة ماجدة.ن، ثلاثينية، مختلفة بعض الشيء، إذ إنها قامت بتجريب ذلك التطبيق من خلال الحديث مع شخص وضع صفاته والصفات التي يريدها في شريكة حياته ووجدتها هي متوافقة معها.

تقول: "تحدثنا لفترة طويلة، إلا أن ذلك الشخص لم يكن يعرف أن هناك رقيب يقوم بمتابعة الحديث معانا، ولا يسمح بأي خروج عن الآداب العامة أو ممارسة أي مضايقات تجاه الفتيات".

تضيف: "وفي يوم فوجئت به يمارس بعض المضايقات ضدي دون أن ينتبه لوجود الرقيب، حتى تم حظره وفي تلك اللحظة شعرت بأن ذلك التطبيق غير آمن حتى مع وجود الرقيب، بسبب عدم جدية مستخدميه من الشباب".