لماذا العربيات هن الأقرب لجائزة نوبل؟.. كُتّاب يجيبون
كل عام كانت تخمينات الكتاب والمثقفين العرب حول استحقاق جائزة نوبل لواحد من الكتاب العرب تذهب إلى اثنين من كبار الكتاب في المشهد العربي وهما الكاتبة والمناضلة المصرية نوال السعداوي، والشاعر والناقد السوري أدونيس كون.
وبعد رحيل السعداوي ، يظل اسم أدونيس هو الأسم العربي الأجدر والأقرب لنيل الجائزة، لكن يظهر في الأفق أسماء كاتبات شغلن المشهد الثقافي والإبداعي العربي بمنجز مختلف ومغاير في عالم الرواية.
تأتي على رأس هذه الأسماء الكاتبة الروائية العراقية إنعام كجه جي، واللبنانية هدى بركات، والعمانية جوخة الحارثي.
عن لماذا هؤلاء هم الأقرب للجائزة؟.. كتاب مصريين وعرب يجيبون في التقرير التالي:
طلعت شاهين : نوبل بعيدة عن العربية
يقول الشاعر والمترجم الدكتور طلعت شاهين: «جائزة نوبل لن تقترب من اللغة العربية، والحلم بها وهم، وذلك لأنها مرتبطة بالترجمة وللأسف الترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى قليلة جدا، وتجري في إطار العمل الأكاديمي، ونشرها في الأغلب تتم في دور نشر صغيرة أو مجهولة الهوية، إذن كيف يمكن للعالم أن يعرف بوجودك ما لم تكن مترجما بشكل واسع؟».
ولفت شاهين إلى أن ماركيز مثلا عندما فاز بنوبل كان مترجما إلى أكثر من أربع وعشرين لغة، ومنها لغات الأمم المتحدة الرسمية الست.
وأكد شاهين: «يبقى اسم الشاعر أدونيس مترجم إلى الفرنسية والاسبانية والإنجليزية منذ أكثر من نصف قرن ويعيش في فرنسا من نصف قرن وحصل على العديد من الجوائز المحلية في أوروبا، آخرها قبل أسبوعين الميدالية الذهبية لأحد المؤسسات الثقافية في إسبانيا، واسمه على قائمة نوبل من أكثر من عشرين سنة».
محيي الدين جرمة: إنعام كجه جي اسم مطروح على قائمة الترشيح
من جانبه يقول الكاتب والشاعر اليمني محيي اللدين جرمة: «اعتقد بالنسبة للعراقية إنعام كجه جي، فاسمها مطروح على قائمة الترشح تقريبا منذ بضعة سنوات، وقبلها سبق انضمامه لترشيحات نوبل، ومع ذلك تبقت مثل هذه وتلك الآمال العربية محض غبار يطير في الريح بالنسبة لجوخة الحارثي».
وتابع: «أجد بالرغم من حداثة تجربتها إلا أن اشتغالها بصمت ونفور من اللقاءات الصحفية، وتقشف الحال في إعطاء أو منح تصاريح ورؤى حول تجربتها، حدا بكثيرين من مترجمين ومترجمات غربيين من دول وقارات مختلفة إلى الإقبال على اكتشاف تجربة صاحبة "سيدات القمر"، التي فاجأت الجميع في جهات كثيرة من العالم بانتزاع إنجاز فوز عملها المترجم من قبل تقاسم الجائزة مع المترجمة بوث، لترى ترجمات أعمالها إلى لغات عدة»، وبشأن هدى بركات قال: «لا اعتقد ذلك، فهي بالكاد حصلت روايتها "بريد الليل" على بوكر العربية، بعدما تلت ذلك جلبة، والتباسات كثيرة حيال ذلك الفوز».
مصطفى عبادة: حسابات نوبل معقدة
من جانبه يرى الكاتب الصحفي والمحرر الأدبي مصطفى عبادة، أن السؤال هكذا ينطوي على رومانسية خادعة، جائزة نوبل لا تتعامل بهذا المنطق البسيط: كتابة جيدة تعني تقديرا عالميا، الأمر ليس هكذا أبدا، لم يكن ولن يكون، حسابات نوبل معقدة، فيها الموقف السياسي مما يجري في العالم، والموقف الفكري من قضايا معينة، ودور دولة الكاتب ومكانتها عالميا، وإسهامها في حضارة العصر، كل هذه أمور توضع في الاعتبار عند الكلام عن ترشح أحدهم لجائزة نوبل، قد واحد أو واحدة من عالمنا العربي بجائزة شاردة هنا أو هناك، لكن نوبل لا، لأن من يمنحها يعرف ماذا تعني للشخص ولبلده.
وتابع عبادة: «منذ وعيت على الثقافة وأنا أقرأ عن مثل هذه الأمور، والحلم العربي بنوبل بعد محفوظ، وهو حلم تعيس ودليل على البؤس الثقافي، ومع كامل تقديري لكل من ذكرت ما إسهامهم الإبداعي الفذ الذي يوهلهن لنوبل، من منهن تعرف لها موقفا فكريا او سياسيا لافتا، أو حتى إسهاما في قضايا عصرها، حتى لو كانت إحداهن ترقى للترشح مجرد الترشح لا يمكن إغفال عنصرية نوبل، نوبل هذا العام ستعطى لكاتب معاد لروسيا، أو لمنشق صيني، أو في أحسن الأحوال معارض صيني».
سيد محمود: الترجمة والمنجز الإبداعي القليل الحائل بيننا ونوبل
من جانبه يشير الكاتب الصحفي سيد محمود إلى أن لجائزة نوبل ضوابط معينة في فكرة الاختيار، موضحا أن الكاتبات إنعام وهدى بركات وجوخه الحارثي لهن منتجهم ورغم قلته، إلا أن ترجمة أعمالهم تلعب دورا كبيرا في أن تكون أسمائهم كـ عربيات هي الأقرب.
وأشاد محمود، بتحصل "جوخة الحارثي" على جائرة البوكر وترجمة روايتها "سيدات القمر" إلى العديد من اللغات، موضحا أن قلة أعمالها قد يكون حاجزا وسببا في أن نقول من المبكر جدًا أن تحصل على جائزة نوبل.