خدعوك فقالوا لا حوار مع الإخوان
«الجرذان، المقملين، أولئك المأجورين».. هكذا لخص الزعيم الشهيد معمر القذافى فى كلمات قليلة صفات وسمات جماعة الإخوان الإرهابية فى عام 2011، فكلماته لها عمق اجتماعى وثقافى ووطنى، فهؤلاء ليس لهم تكوين إنسانى، لا اجتماعى ولا ثقافى، أما من الناحية الوطنية فهم عملاء مأجورون مدفوع لهم الثمن من الأعداء.
لكن السؤال الذى يهمنا كمصريين: من هم هؤلاء الإخوان الذين لا حوار معهم؟ كما أعلن الجميع ما بين مؤيد ومعارض ومعهم مؤسسات الدولة، هل هؤلاء هم بديع والشاطر والكتاتنى والبلتاجى وحجازى وكل أعضاء مكتب الإرشاد وما يدور فى فلكهم؟، أم هم القاطنون بكل ارتياحية داخل مفاصل ومؤسسات الدولة ودورهم بث روح اليأس والفشل عند المواطنين والتخريب والتدمير أحيانا؟ أم هم القاطنون فى القرى والنجوع يتحركون ويجتمعون ويبيعون ويشترون بكل سلاسة وراحة؟ أم هم القابعون ليل نهار على مواقع التواصل الاجتماعى يقذفون ويسبون ويحرضون للتدمير والخراب وهم ملء العين والبصر وكأنهم تحت حماية قوية لا يقترب منهم أحد.
خدعوك فقالوا لا حوار مع الإخوان، تلك هى الحقيقة، أيها السادة المسئولون، والمثقفون والكتاب والباحثون والسياسيون، يا كل أعضاء وجماعة الحوار الوطنى، يا كل من يسمع ويقرأ كلمات وحروف هذا المقال، جميعنا مخدوعون أو خادعون، لأن الإخوان فكر ومنهج موجود داخل الدستور المصرى، ومناهج التعليم المصرى، وداخل الإعلام بكل تشكيلاته المرئية والمقروءة والمذاعة، الإخوان سلوك يحكم ديناميكية تحركات الإنسان المصرى.
إن كنتم جادين فى عدم الحوار مع الإخوان، فطهروا مؤسسات الوطن من أفكارهم قبل أشخاصهم، طهروا مناهج التعليم، أحرقوا كتبهم ومؤلفاتهم التى تكتظ بها المكتبات وساحات الشوارع والميادين، طهرو الإعلام والمنصات الفضائية.
نحن جميعًا مخدوعون أو خادعون، لقد قامت ثورة 30 يونيو لفعل ما ذكرته، لكن كانت النتيجة الخادعة لنا جميعًا أن الثورة لم تنجح إلا بإزاحة مرسى وجماعته من على كرسى الحكم، لكن ما زالوا يحكمون كل مؤسسات الدولة بكل ارتياحية بل وتزداد رقعتهم فى الاتساع يوم بعد يوم.
الإخوان ليسوا أعضاء جماعة كما يتناولهم البعض، بل هم فكر تم انتشاره لتشعبات مختلفة كلها تهدف إلى الخراب والدمار والرجعية والظلام، فها هو حزب النور السلفى الابن الشرعى للفكر الإخوانى ما زال قائمًا رغم مخالفته الدستور، وها هم أعضاء السلفية يتحركون ويمارسون التخريب والتدمير ضد الوطن عبر مواقع التواصل الاجتماعى والمنصات الإعلامية بتكفيرهم الآخر وبثهم تعاليم ضد الإنسانية ولم يقترب منهم أحد وكأنهم تحت حماية قوية.
خدعوك فقالو لا حوار مع الإخوان، استفيقوا من غفوتكم قبل فوات الأوان، الإخوان ما زالوا يحكمون المجتمع وكل مؤسسات الدولة عن طريق فكرهم وثقافتهم التى أصبحت واقعًا تم توطينه داخل سلوك الملايين، فإن كنتم جادين فى إنقاذ مصر ومن ثم بنائها، اقفلوا محبس ثقافة الإخوان وطهروا مصر من كل ما يحمل فكرهم وثقافتهم، أما غير ذلك فنحن ما زلنا ندور فى فلك ثقافة نظام السادات الذى ما زال قائمًا منذ عقود طويلة ويقود مصر إلى الهاوية.