الكنيسة اللاتينية تحتفل بذكرى الشهيد فِنسيسلاس والقديس لورنسيوس روس
تحتفل الكنيسة اللاتينية، اليوم، بذكرى الشهيد فِنسيسلاس، وهو ولد في إقليم "بوهيميا" عام 907. نشأ نشأة مسيحية، وتولى حكم الإقليم عام 925. عانى الشيء الكثير في حكم رعاياه وفي تعليمهم الإيمان. خانه أخوه بولزلاوس، فقتل عام 935. اعتبر شهيداً وشفيعاً لإقليم بوهيميا.
كما تحتفل الكنيسة أيضا بذكرى القديس لورنسيوس روس ورفقائه الشهداء، ولورنسيوس روس هو القدّيس الأوّل والشهيد النموذجي في الفليبين. وُلِدَ حوالى العام 1600 في ضاحية مانيلا المسمّاة بينوندو من والد صيني ووالدة تاغاليّة. تعلّم في مدرسة الرهبان الدومينيكيّين وأصبح خطّاطًا عند الآباء حيث كان يهتمّ بسجلاّت الرعيّة. كما كان عضوًا في أخويّة الورديّة. تزوّج من فتاة تاغاليّة وأصبح والدًا لإبنين ولإبنة. في العام 1636، اتُّهِم بتورّطه في جريمة قتل. مؤمنًا ببراءته، طلب منه رئيسه الدومينيكي أن ينضمّ إلى مجموعة من المرسلين المتوجّهين لمساعدة المسيحيين في اليابان حيث كان يعمّ الاضطهاد. بعد أن تمّ توقيفهم في جزيرة أوكيناوا، أمضوا سنة في السجن حيث خضعوا لشتّى أنواع العذابات. وبعد نقلهم إلى ناغاساكي، نالوا إكليل الشهادة. عُلِّقَ لورنسيوس على المشنقة رأسًا على عقب، وبقي يحتضر لمدّة يومين.
وبهذه المناسبة، قالت الكنيسة في عظتها الاحتفالية: أيّها الفَقر، إنّ ابن الآب الملك "صار لجمالك عاشقًا".. عارفًا بأنّك ستكون رفيقه الأمين. قبل أن ينزل من وطنه المُشِعّ، أنت أعددتَ له مكانًا مناسبًا، وعرشًا يجلس عليه وسريرًا يرتاح عليه: العذراء الفقيرة جدًّا التي وُلد منها. منذ ولادته، كنت تسهر عليه؛ "قَمَّطَتهُ وأَضجَعَتهُ في مِذوَدٍ لأَنَّهُ لم يَكُنْ لَهُما مَوضِعٌ في الـمَضافة". ورافَقتَهُ دائمًا، طيلة وجوده على الأرض: "لِلثَّعالِبِ أَوجِرَةٌ وَلِطُيورِ ٱلسَّماءِ أَوكار، وَأَمّا ٱبنُ ٱلإِنسان، فَلَيسَ لَهُ ما يَضَعُ عَلَيهِ رَأسَهُ". عندما بدأ التعليم بنفسه، بعدما ترك الأنبياء يتكلّمون باسمه، مدحَكَ أنت في البداية: "طوبى لِفُقَراءِ ٱلرّوح، فَإِنَّ لَهُم مَلَكوتَ ٱلسَّمَوات".
بعدها، عندما اختار لنفسه بعض الأصدقاء ليكونوا شهودًا له على خلاص البشريّة، لم يدعُ التجّار الأغنياء، إنّما الصيّادين المتواضعين، لكي يُظهِرَ للجميع إلى أي حدّ يجب للاحترام الذي يكنّه لكَ، أيّها الفقر، أن يولّد المحبّة لك. أخيرًا، وكأنّه من الضروري أن يكون هناك دليل واضح ونهائي لقيمتكَ، ولكرامتِكَ، ولشجاعتكَ، ولتفوّقك على الفضائل الأخرى، كنتَ الوحيد الذي بقي أمينًا لملك المجد فيما تركه أصدقاؤه الذين كان قد اختارهم.
أنتَ رفيقه الأمين الذي عشقه، لم تتركه لحظة؛ بقيت مخلصًا له خاصّة عندما رأيته مزدرىً من الكلّ... كنت الوحيد الذي عزّاه. لم تتركه "حتّى الموت، موت الصليب"، حين كان عاريًا، وذراعاه ممدودتان، ويداه ورجلاه مسمّرة... فلم يبقَ له شيء يظهر به مجده سواك.