عجوز شرم الشيخ.. «عم مجدي» مسن يجوب البحار لتنشيط السياحة
رجل تجاوز السبعين من عمره، اكتسى شعره باللون الأبيض، غطت التجاعيد ملامح وجه والتي سرعان ما تختفى مجرد أن ترتسم البسمة على وجه البشوش وتتعالى ضحكته، اعتادت يداه على قبضة دفة المراكب وقيادتها على مدار الساعات على متن المراكب واليخوت، لم يخفى عليه جزء في البحر الأحمر، يجوب شماله وجنوبه منذ العديد من العقود، هكذا كان عم مجدي عجوز شرم الشيخ ذلك المسن الذي يجوب البحار من أجل تنشيط السياحة.
عم مجدي صاحب الـ72 عامًا، عاش حياته بشرم الشيخ، ويعمل في قيادة المراكب ويجوب البحار طيلة عمره بمصريين وأجانب وعرب، إلا أنها ليست مجرد قيادة بل أن لديه خزين كبير من المعلومات والخبرة الكافية التي ينقلها خلال الرحلات البحرية التي يقوم بها يوميًا.
يقول عم مجدي، إنه ورث تلك المهنة من والده والذي كان يعمل أيضًا في قيادة المراكب والقيام بالرحلات البحرية، وهو من استكمل مسيرته، لافتًا إلى أن اسمه معروف بشكل كبير وسط قائدي المراكب بشرم الشيخ، نظرًا لطول مدته في العمل بتلك المهنة، كما أنه لديه مجموعة من الشباب يقومون بالرحلات معه من غواصين لسباحين وطباخين من أجل القيام برحلة متكاملة هو قائدها.
تابع إنه يعيش في شرم الشيخ مع أسرته، إلا أن أبنائه عزفوا أن وراثة مهنته "زمان أيام والدي وأيامي كانت السياحة على أبوها إنما الفترة اللي فاتت مكنتش قد كدة عشان كدة عيالي شافوا سكة تانية.. لكن دلوقتي السياحة بترجع وأحسن من الأول كمان".
أوضح عم مجدي أنه لا يخفى عنه جزء في البحر، فيوميًا يقوم بعمل رحلات بحرية يجوب بها البحر الأحمر من شرم الشيخ والجزيرة البيضاء ورأس محمد وغيرها من الأماكن، "أنا عارف البحر شبر شبر ومش من فوق بس كمان من تحت عارف مكان السمك والشعب المرجانية ودا اللي مخليني أقدر اروج للسياحة كويس".
أضاف أنه يبدأ يوم عمله من السادسة صباحا في تحضير المركب وتنظيفها وانتظار السائحين، والتي تبدأ رحلتهم في تمام التاسعة صباحًا تستمر قرابة 7 أو 8 ساعات في المياه، وفي خلال تلك الرحلة يجوبوا البحر بالكامل وزيارة كافة الأماكن والجزر والقيام بالسباحة والغطس تحت المياه لرؤية الشعب المرجانية، ويقومون بالعودة مع الغروب.
واختتم حديثه بأن كافة المعلومات التي لديه عن البحر والجزر وكافة الأماكن التي يقوم بزيارتها خلال الرحلات البحرية اكتسبها من والده ومن نفسه على مدار سنين عمله، مؤكدًا على أنه يحرص دائما على إلقاء محاضرات تعريفية للركاب والتعريف بكافة الأماكن الموجودة في بحر شرم الشيخ من أجل الترويج للسياحة، كما أنه حريص على أن يترك ذلك الإرث من المعلومات للعاملين معه على المركب.