الفراغ السياسي يهدد الجميع.. محللون يوضحون سيناريوهات تشكيل الحكومة اللبنانية
ستون يوما تفصلنا عن انتخاب رئيس جمهورية جديد للبنان، وهي المهلة الدستورية التي تستوجب دعوة من رئيس مجلس النواب نبيه بري ضمن صلاحياته المنصوص عليها لعقد جلسة الانتخاب.
فهل تحمل الأيام المقبلة فترة جديدة تخرجه من ظلمات التراجع الاقتصادى والفراغ السياسي، هل لبنان مقبل على انتخابات في موعدها أم سيشهد فراغا رئاسيا؟ وهل سيعرقل التأخر في تشكيل الحكومة عملية انتخاب الرئيس؟
- نبيه برى: لن أتدخل بتشكيل حكومة
صرح رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، الإثنين، بأن تراجع الاهتمام بتشكيل الحكومة لم يأت من فراغ.
ووصف بري الاجتماع الأخير بين الرئيس اللبنانى ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بأنه كان من أسوأ الاجتماعات، لافتا إلى أنه أعاد النقاش حول تأليف الحكومة إلى المربع الأول، وهذا ما لم يكن ما يتمناه لبنان.
وأضاف أن الأجواء التي سادت لقاء عون وميقاتي لم تكن مشجعة على الإطلاق، وهذا ما دفعه لاتخاذ قرار بعدم التدخل بتشكيل الحكومة، تاركا المهمة على عاتق الرئيسين، من دون أن يعني أن بموقفه بعدم التدخل أُقفل الباب أمام تأليفها، مجددا رفضه توسيع الحكومة بضم 6 وزراء دولة.
- عبدالله نعمة: هناك سلة كاملة للحل في لبنان تبدأ في شهر نوفمبر المقبل
وفي هذا الإطار قال عبدالله نعمة أستاذ العلاقات الدولية ومحلل سياسي لبناني، أن الأوضاع السياسية في لبنان بها مشاكل كثيرة منها الوضع الحكومي، ومنها انتخاب رئيس للجمهورية ومنه موضوع الترسيم مع إسرائيل ومنها الحسابات الداخلية لجميع القيادات السياسية في البلاد والنزاع الاستراتيجي في منطقة الشرق الاوسط.
وأضاف نعمة فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه من الملفت كلام رئيس مجلس النواب اللبنانى نبيه برى الذي أدلى به نهاية الشهر الماضى، وهو أن لبنان في خطر وقد ناشد الجميع انتخاب رئيس يجمع اللبنانيين ، ومن الواضح أن بري ورئيس الحكومة لا يردون اعطاء اي فرصة نجاح لتشكيل حكومة في اخر عهد الرئيس ميشال عون.
وتابع، والسبب ان الرئيس عون هو زعيم التيار الوطني الحر والذي يترأسه صهره الوزير جبران باسيل والذي يطرح نفسه لرئاسة الجمهورية بدل عمه ،او الاتيان برئيس جمهورية من نفس التيار وهذا ما ترفضه غالبية الأحزاب والقوى السياسية ومنهم رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
وتابع "نعمة"، ولا ننسى ان موضوع الترسيم ايضا مؤجل في نفس الوقت الى ما بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية ليكون في بداية عهد جديد وانجاز جديد للرئيس القادم ليعطيه اندفاعا قويا لقيادة البلد وكما وأن اسرائيل في نفس الوقت تريد تأجيل موضوع الترسيم الى ما بعد الانتخابات داخل الكيان الاسرائيلي، رغم انا هناك تفاءل كبير في موضوع الترسيم وليس هناك من بوادر للحرب.
وأوضح نعمة أن هناك سلة كاملة للحل في لبنان تبدأ في شهر نوفمبر المقبل، وهي مرتبطة بالحل الاقليمي لمنطقة الشرق الاوسط ومنها الاتفاق النووي الايراني الامريكي وهناك تصور ان الحكومة اللبنانية المستقيلة ممكن ان تفعل لإدارة البلاد لحين انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
- على دربج: جميع القوى توجه أنظارها لانتخابات رئاسة الجمهورية
قال الدكتور علي دربج، أستاذ العلوم السياسية، ليس هناك من في الداخل اللبناني من الأطراف السياسية اللبنانية الفاعلة من يريد تشكيل حكومة جديدة، فرئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي يتعامل مع تشكيل الحكومة بمنتهى اللامبالاة ولا يعيرها اى اهتمام يذكر والوقائع تشير أن مسألة تشكيل الحكومة تأتى فى آخر أولوياته.
وأضاف دربج فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الأهم هو أن رئيس الجمهورية ميشال عون بالمقابل لا يريد أن تسلم الحكومة صلاحيات رئاسة الجمهورية التي تم تكريسها في اتفاق الطائف، وبذلك يكون الرئيس ميقاتى حقق نقاط كبيرة على حساب الرئيس عون.
وتابع دربج "من هنا السيناريوهات المقترحة كلها تقود إلى سيناريو واحد هو أنه لا يوجد حكومة والأنظار في الداخل اللبناني وجميع القوى مستنفرة قواها ومعها الخارج نحو انتخابات رئاسة الجمهورية، الجميع فى لبنان عينه على انتخابات الرئاسة والجميع غير مبالي بمسألة تشكيل الحكومة، ولا يوجد أي بوادر أو مؤشرات على تحرك الاتصالات أو حصول تقدم على جبهة تشكيل حكومة لبنانية جديدة.