فى ذكراها.. إطلالة على عالم الفنانة أمينة رزق الإبداعى
الفنانة أمينة رزق، والتي غادرت عالمنا في مثل هذا اليوم من العام 2003، بعد مسيرة إبداعية حافلة، قدمت خلالها عشرات الأدوار عبر خشبات المسارح، وشاشات السينما والتليفزيون، وحتي من وراء ميكرفون الإذاعة.
الفنانة أمينة رزق، لقبت بأكثر من لقب، فهي “راهبة في محراب الفن”، “راهبة المسرح العربي”، وأيضا “أم السينما المصرية”، حيث تعد الفنانة أمينة رزق من أشهر وأهم الفنانات اللائي قدمن دور الأم عبر شاشة السينما العربية والمصرية.
منحت الفنانة أمينة رزق حياتها وسنوات عمرها للفن، وعاشت متبتلة في محرابه فلم تتزوج. وعن أسباب عزوفها عن الزواج، قالت الفنانة أمينة رزق في إحدي لقائاتها الإعلامية: "كل الناس مندهشة وتتساءل عن عدم زواجي رغم الشهرة والخطاب الكثيرين الذين تقدموا إلي، لكن إذا قلت أن إعراضي عن الزواج كان لسببين، أولهما حبي للفن، وحبي لأمي، والذي يأتي في المرتبة الأولي لدي، فكيف آتي بمن يشاركها حبي لها، في الوقت نفسه كنت أخشي أن يمس أحد ــ لو تزوجت ــ أمي بكلمة واحدة.
ــ أمينة رزق أشهر أم في السينما المصرية
وفي لقاءها مع الإعلامي الراحل طارق حبيب، في برنامج “من الألف إلي الياء”، وحول دور الأم الذي اشتهرت به الفنانة أمينة رزق، قالت: اعتقد أنه لا يوجد هناك أجمل من الأمومة.
وعن سر إتقانه لدور الأم رغم أنها لم تخض تجربة الأمومة، أوضحت الفنانة أمينة رزق: هذه مسألة إحساس، لأن أهم شيئ للفنان هو الإحساس بالشخصية التي يجسدها ويقدمها، وما دام الإحساس موجود إضافة إلي التخيل وتقمص الشخصية، كلها أمور تجبر الفنان علي تقمص الشخصية ويتلبسها تماما.
ثانيا، ليس من الضروري أن أكون قد أنجبت لأجيد دور الأم، فلدي في أسرتي أطفال، عاصرت مراحلهم من الطفولة ومارست معهم إحساس الإمومة. وما تمر به الأم من مشاعر، سواء في مرض أولادها ورعايتها لهم، أو سعادة بنجاحهم. أي أن كل ما يخص الأمومة وأدوار الأم مع أولادها مارستها وخضتها دون أن أكون قد أنجبت.
ــ الفنانة أمينة رزق الراهبة في محراب الفن
وفي كتابه الصادر عن المهرجان القومي للمسرح، تحت عنوان “أمينة رزق الراهبة في محراب الفن”، يذهب المؤرخ الدكتور عمرو دوارة أن من أهم السمات التي تميزت بها الفنانة أمينة رزق: "الإلتزام الشديد بجميع التقاليد الفنية الرصينة، وفي مقدمتها الإلتزام الدقيق بجميع المواعيد سواء أثناء مرحلة البروفات أو العروض، مع إحترام رؤية وتوجيهات المخرج، والتعاون مع جميع الزملاء بإحترام وود ومحبة، ومساندة الوجوه الجديدة ورعايتها لتحقيق فكرة تواصل الخبرات.
ويضيف “دوارة” كما اشتهرت الفنانة أمينة رزق بالزهد في النجومية بمظاهرها الكاذبة، والإيمان بأهمية العمل الجماعي، وضرورة إشاعة جو من المحبة والصفاء بين جميع العاملين بالعمل، لإيمانها بأن أي خلافات في كواليس العمل سوف تظهر آثارها بالضرورة وتؤثر على نجاح العمل.
كما عرف عنها: "دقة الاختيارات والانتقاء الذكي وذلك ليس فقط للنصوص المتميزة محكمة الصنع وجدية الخطاب الدرامي الذي تقدمه، أو للشخصية الدرامية التي وقع عليها الاختيار لتجسيدها ومدى توافقها مع مرحلتها العمرية وطبيعة مهاراته الأدائية، ولكن أيضا لجميع عناصر العمل لإيمانها بأهمية التوافق والانسجام الفني بين مجموعة العمل.
ــ حرص الفنانة زمينة رزق علي تنوع أعمالها
ويلفت المؤرخ دكتور عمرو دوارة في كتابه “أمينة رزق الراهبة في محراب الفن”، إلي أن من أهم مميزات الفنانة أمينة رزق: "حرصها الكبير على التنوع الكبير في أدوارها سواء بالتنوع بين التراجيديا أو بعض الأدوار الكوميديا أيضا، أو بالتنوع في تجسيد الشخصيات التي تتسم تصرفاتها بالطيبة بصفة عامة أو في تجسيد بعض الشخصيات التي يمكن وصفها بالشخصيات الشريرة. وبرغم عشقها الكبير للمسرح الشعري وللغة العربية الفصحى وإتقانها الشديد للتمثيل بها إلا أنها قد حرصت كذلك على تقديم بعض المسرحيات باللهجة العامية، ومن بينها على سبيل المثال: حسن ونعيمة، بير السلم، بداية ونهاية، الميت الحي، وبالفترة الأخيرة: أنها حقا عائلة محترمة، السنيورة والثلاث ورقات، الأرنب الأسود.