سعد زغلول والجمعيات السرية.. محطات في التاريخ السري للمقاومة ضد الاحتلال
بدأت إرهاصات ثورة 1919، فى عقله وهو فى العشرينات من عمره خاصة بعد هزيمة العرابيين عام 1883؛ حيث كان وقتها يعمل محاميًا فى نظارة الداخلية.. هو الزعيم سعد زغلول (1858_ 1927) الذى يحتفى بذكراه اليوم، المصريين عمومًا والوفديين خصوصًا.
الكاتب شريف عارف، المتخصص فى تأريخ مئوية ثورة 1919 بحزب الوفد، قال في حوار سابق لـ"الدستور"، إن علاقة سعد زغلول بالجمعيات السرية بدأت مبكراً؛ وهو ما ورد في ملف قضية هامة جدًا هي قضية جمعية "الانتقام" المقاومة للاحتلال البريطاني، وهي أول تنظيم سري في العصر الحديث نشأ عقب هزيمة "العرابيين" أمام الانجليز في معركة التل الكبير.
وتابع:"الهزيمة الموجعة للعرابيين كانت سببًا في تأسيس المصريين لتنظيمات سرية فيما بعد؛ حيث تم تشكيل مجلس أعلى للاغتيالات وتكوين لجنة رئيسية كان أهم أعضائها أحمد بك ماهر وعبد اللطيف الصوفانى، مهمتهم تحديد الشخصيات المقرر اغتيالها".
ووفقًا لتقارير صحفية، فقد كانت "جمعية اليد السوداء" أشهر هذه الجماعات بسبب دورها فى حشد المصريين أثناء الثورة، وتهديد كل مَن يتعاون مع سطات الاحتلال بالقتل.
وفى دراسة من إعداد مشتاق خفاجى وخير الله حسين الحجامي بعنوان "عباس العقاد ونشاطه السياسى فى مصر: 1919- 1930" نشرت فى مارس 2018، فإن جماعة “اليد السوداء” كانت من أبرز الجميعات السرى التابعة للجهاز السرى لحزب الوفد التى تأسست عام 1919، وانضم “العقاد” إليها فى العام نفسه وأصبح يحرر ويصيغ منشوراتها المناهضة للاحتلال.
وكان من أبرز رجال الجهاز السرى لحزب الوفد، محمود فهمى النقراشى وأحمد ماهر، الذى تولى رئاسة الجهاز السرى فى عام 1920، كما انه وبسبب الرقابة على الصحف العلنية جراء الأحكام العرفية العسكرية المفروضة آنذاك، تركز الاعتماد على المنشورات والجرائد السرية التى تنشرها تلك الجميعات لنقل أخبار الثورة ونشاطات حزب الوفد لعموم الشعب.