شيخ الأزهر يستقبل سفير تايلاند لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك
استقبل فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الثلاثاء، بمقر مشيخة الأزهر، السيد بوتابورن إيوتوكسان، سفير تايلاند لدى القاهرة، لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك.
وفي بداية اللقاء، قال فضيلة الإمام الأكبر إن الأزهر يعتز باستقبال الطلاب الوافدين في معاهدة وفروع جامعته، ويبذل قصارى جهده لتأهيلهم ليصبحوا سفراء للأزهر في بلادهم بعد تخرجهم، مشيدا بمستوى الطلبة التايلانديين الدارسين في الأزهر، واندماجهم في مختلف الأنشطة والفعاليات التي تعقدها الجامعة وقطاع المعاهد الأزهرية.
من جانبه، أعرب السفير التايلاندي عن سعادته بلقاء شيخ الأزهر، متمنيا لفضيلته دوام الصحة والعافية، مشيرا إلى أن السفارة تتواصل مع الطلاب بشكل مستمر للوقوف على احتياجاتهم وتوفير الدعم اللازم لهم، مقدما الشكر لفضيلة الإمام الأكبر وللأزهر الشريف على رعاية طلاب تايلاند وتسهيل طلبات التحاقهم بالجامعة، وتوفير كل السبل التي تدفعهم للنجاح والتفوق.
واستعرض سفير تايلاند آخر مستجدات مجلس الطب التايلاندي المتعلق بطلاب تايلاند الدارسين في كليات طب الأزهر، والذي اتخذ عدة خطوات لاعتماد الأطباء التايلانديين المتخرجين في جامعة الأزهر والسماح لهم بمزاولة المهنة في تايلاند.
وكان قد سلط مرصد الأزهر في تقرير له الضوء على خبر مقتل "أيمن الظواهري" زعيم تنظيم القاعدة، في هجوم نفذته القوات الأمريكية على أفغانستان، الذي استقبله العالم بشيء من الارتياح. وتعليقًا على العملية أكد "جو بايدن" رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، أن "العدالة تحققت" وأن العالم لم يعد يخشى هذا "القاتل الذي لا يرحم".
وتأتي هذه العملية استجابةً لتقرير الأمم المتحدة في يوليو الماضي، الذي حذر من استعداد تنظيم القاعدة للتغلب على تنظيم داعش الإرهابي، وبالتالي احتلال صدارة التنظيمات الإرهابية على المستوى العالمي، والحقيقة أن الإدارة الأمريكية لم تهدف فقط إلى استهداف رأس التنظيم باعتباره أحد أكثر الشخصيات الإرهابية المطلوبة عالميًّا، وإنما هناك العديد من الأهداف والتداعيات الإقليمية والدولية الأخرى، أبرزها استعادة الشعبية، فوفقاً لما أكده "جوادي كالبو" الصحفي والمحلل الأرجنتيني الجنسية، أن عملية قتل أحد أهم القيادات الإرهابية المطلوبة عالميًّا، تعد محاولة من (بايدن) لاستعادة شعبيته التي تراجعت في الفترة الأخيرة، لاسيما بعد الانسحاب من أفغانستان.
ووفق استطلاعات مجلة "نيوزويك" الأمريكية، فقد أعرب (44%) من الأمريكيين عن رضاهم على أداء الرئيس الأمريكي لأسباب، أبرزها قتل زعيم القاعدة الذي يعد فريسة رمزية أكثر من كونه هدفًا حقيقيًّا.
وتابع المرصد أن الهدف الثاني من استهداف الظواهري هو تفتيت التنظيم والذي يصعب من منظور الخبراء تعيين زعيم جديد يحظى بقبول الجميع، حيث إنه من المتوقع أن تكون هناك تغييرات جذرية في سياسة التنظيم الخارجية وعلاقته بالتنظيمات الأخرى كداعش، وهو أمر يتوقف على مدى استعداد القيادة الجديدة لتحقيق نوع من التوازن أو فرض القوة على الصعيد العالمي. وربطت "خوليتا نساو" الكاتبة والصحفية الأرجنتينية، استمرار نشاط القاعدة بتغيير الاستراتيجية.
ويشير الخبراء إلى أن قتل كبار قادة التنظيمات الإرهابية قد يؤدي إلى عدم توازنها مؤقتًا، لكن ذلك ليس علاجًا ناجعًا للقضاء على حركة متطرفة عنيفة انتشرت في جميع أنحاء العالم، وتزداد قوة في العديد من المناطق الإفريقية، على سبيل المثال، والأمر منسحب على تنظيمي القاعدة وداعش، أي إن خطرهما لا يزال مستمرًا.
وهناك من يرى أن التنظيمات الإرهابية في المدة الأخيرة قد اعتادت استراتيجية "قطف الرؤوس" لقتل قادتها، ومن ثم فإن تأثير هذه الإستراتيجية قد يكون محدودًا إلى حد ما إذا ما وضعنا في الاعتبار وجود مجلس شورى ولجان داخلية تدير تلك التنظيمات، علاوة على اللا مركزية وانتشار الفروع الإقليمية للتنظيم، وكذلك قدم التنظيم وتجذره، فهو ليس حركة ناشئة تتلاشى بفقدان زعيمها.
ويرى المرصد أن مقتل (الظواهري) سيؤثر على التنظيم وسيعرقل جزءًا كبيرًا من خططه، علاوة على الضعف المعنوي الذي يتسلل إلى نفوس عناصره بعد مقتل قائدهم. وأن مقتله من شأنه إحداث حالة من الارتباك داخل صفوف التنظيم الذي يبنى استراتيجيته الإعلامية على تصدر زعمائه المشهد الإعلامي، وخلق هالة كبيرة حولهم، وربط أعضاء التنظيم بهم، وقد ظهر هذا التأثر بوضوح بعد مقتل "أسامة بن لادن"، حيث فقد التنظيم جزءًا كبيرًا من قوته بعد مقتله، لذا فمن المتوقع حدوث الأمر ذاته بعد مقتل (الظواهري). وإن كان المتخصصون يتفقون على أن تنظيم داعش الإرهابي يعد التهديد الأكبر للغرب، إلا أن بعضهم يرون أن تنظيم القاعدة يعد أخطر تنظيم إرهابي على المدى الطويل. لذا فإن محاربة الإرهاب والقضاء على قياداته يجب أن يصحبها مكافحة للفكر وتجفيف لمنابع التطرف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والإعلامية.