خبراء لـ«الدستور»: «لقاء العلمين» ستركز على الأمن الإقليمى والتكامل الصناعى
أكد إحسان الشمري رئيس مركز التفكير السياسي العراقي، أن «قمة العلمين» والتي تشارك فيها مصر والأردن والعراق والإمارات والبحرين ستركز على عدة ملفات أبرزها الأمن الإقليمي، والتعاون المشترك، والطاقة البديلة، والاستثمار، والتغيرات المناخية، وكذلك التشاور في القضايا ذات الاهتمام المشترك، والتكامل الصناعي.
وقال الشمري في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إنه من قمة بغداد إلى قمة العلمين يُثبت العراق حضوره الجيوسياسي، وأنه لم يعد متلقياً؛ بل انتقل إلى مستوى الفاعل الإقليمي والدولي، بعدما نجحت حكومة مصطفى الكاظمي في تعويم خطاب دولة يفرض نفسه على الجميع من خلال احترام سيادة العراق وموقعه ونظام مصالحه.
وأضاف: "يذهب العراق إلى قمة العلمين كدولة إقليمية مكتملة الشروط، وعلى الرغم مما تمر به العملية السياسية من منغصات، إلا أن حضور بغداد بات جزءاً من سياسات المنطقة الاستراتيجية، حيث يدرك المشاركون في القمة مدى أهمية موقعها الجغرافي، كصلة وصل يحتاجها جواره القريب والبعيد للعبور الآمن بين حدوده الشرقية والغربية".
وأشار الشمري إلى أن الإصرار على حضور العراق في العلمين بهذه المرحلة الانتقالية عالمياً -حيث يشهد العالم إعادة تموضع دولي- إنما هو اعتراف إقليمي بأنه شريك في أقلمة السياسات الدولية، ومؤثر في الاستقرار العالمي، ويمتلك الإمكانيات كافة؛ لكي يصبح دولة ارتكاز إقليمية، شريكة في رسم سياسات المنطقة.
وتابع: "حينما تكون هناك حكومة عراقية قادرة على استثمار موقع العراق وإمكانياته، يصبح الطريق ممكناً للوصول إلى دور بحجمه التأريخي، وفي استعادة تأثيره الإيجابي بعد سنوات من العداوات والاحتراب، وذلك عبر السياسات العقلانية، وتصفير المشكلات التي مكنت حكومة الكاظمي من حجز موقع دائم للعراق على الساحتين العربية والإقليمية".
واعتبر الشمري أن رؤية رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي في السياسة الخارجية للعراق كانت عاملاً أساسياً في التحولات العربية والإقليمية والدولية في التعاطي معه.
وأوضح أن العراق انتقل مع الكاظمي إلى موقع الشراكة الجيوسياسية والجيوستراتيجية، فقد أعاد تأهيل موقع البلاد كمحطة إلزامية في عبور قطار الشرق السريع، وأعاد أيضاً إطلاق قطار الرافدين ليكون العراق محطة رئيسة على طريق الشام الجديد.
محمد الفيصل: على الزعماء العرب أن يبقوا باب الحوار مفتوحًا
من جانبه، أكد المحلل السياسي العراقي محمد الفيصل، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن قمة العلمين تحمل أهمية كبيرة خاصّة إذا علمنا أنّ العالم يشهد متغيرات وتحديات خطيرة.
وأشار الفيصل إلى أن الأمة العربية بشرقها وغربِها تحاذي جغرافية بعض المناطق أو الحرائق المشتعلة هنا أو هناك، ناهيك على أنّ تسارع وتيرة بعض الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ألقت بظلالها السلبية على الواقع الذي يعيشه عالمنا اليوم.
وأضاف: «لاشك أنّ قادة الدول المجتمعين بمنطقة العلمين يدركون أهمية مواجهة تلك التحديات والأزمات، لذا كان لِزاماً على الزعماء العرب أن تُبقي باب الحوار مفتوحًا على الدوام لخلق رؤية وخطط وبرنامج لمعالجة أو سرعة التصدّي لأي أزمة قد تواجههم».
واختتم تصريحاته قائلا: "أعتقد أنّ هناك أكثر من ملف سيكون مطروحًا على طاولة حوار العلمين مع تأكيد إيجاد الحلول المناسبة له، وهنا لابدّ لنا كمراقبين أن نُشيد بدور الشقيقة مصر ورئيسها عبد الفتاح السيسي بمواصلة احتضان الأشقاء العرب لما لمصر من ثقل عربي ودولي وتأثير في رسم السياسات العربية والدولية".