تحول الشواطئ إلى اللون الأسود والامتناع عن نزول البحر.. ماذا يحدث في دهب؟

كارثة بيئية تعرضت لها مدينة دهب خلال اليومين الماضيين، حيث أسودت شواطئها التي كان أكثر ما يميزها لونها الأزرق الصافي، وقد أدى حدوث تسرب نفطي إلى تلوث عدد من الشواطئ في المدينة.

خلال الأيام الماضية ظهرت بقع زيتية على شواطئ مدينة دهب، الواقعة على خليج القبعة في محافظة جنوب سيناء، حيث سببت توقف لحركة الغوص والسباحة، وقيدت نشاط السكان البحري، ويتوقع أن يكون مصدرها تسرب زيتي من أحد السفن في ميناء العقبة بالأردن.

وسرعان ما لاحظ السياح وسكان مدينة دهب الأمر، لا سيما أثناء توجههم لممارسة الأنشطة البحرية كالغوص والاستجمام، ولكن لاحظوا وجود بقع زيتية ظهرت بشواطئ مثل؛ الأيل جاردن والعصلة والزرنوق، ما أدى إلى حالة من الاستنفار في جميع أنحاء المدينة لخطورة هذه البقع على رياضة الغوص وتهديدها للبيئة البحرية.

إدمان دهب  

محمد يوسف، أحد زوار مدينة دهب، قال: "أنا أدمنت السفر إلى دهب طوال العام وليس في فصل الشتاء فقط، فإنها من المناطق السياحية الساحلية التي ليس لها مثيل في أي مكان أو دولة أخرى".

وتابع: "وقت حدوث التسرب النفطي شكل الشواطئ اتحول 180 درجة، بعد ما كانت مياه البحر صافية وتستطيع رؤية جسمك فيها، أصبح من الخطر أن تقترب منها على صحتك وجلدك".

وأضاف: "وذلك بالإضافة إلى المنظر الخلاب الطبيعي التي تتمتع به الشواطئ، وقد أفقد التسرب النفطي السياح من هذه المتعة".

طلب إحاطة 

النائب عبد المنعم إمام، أمين سر لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، تقدم بسؤال برلماني إلى المستشار حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، موجه إلى وزيرة البيئة حول تلوث عدد من شواطئ مدينة دهب السياحية بسبب بقع بترولية.

وقال أمين سر لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب: "تلوثت مياه البحر بمادة زيتية وفق ما كشف عنه فريق المراقبة على ساحل البحر الأحمر في منطقة رصيف ميناء الحاويات؛ ونتج التسرب النفطي عن مرور إحدى السفن من العقبة قادمة من الأردن، الأمر الذي أدى إلى تلوث عدد من الشواطئ الصخرية والرمال الموجودة على جانبى البحر".

وتضمنت الأسئلة التي تقدم بها أمين سر لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب: "تحديد رد فعل وزارة البيئة إزاء تلك الأزمة، في ظل استعداد مدينة شرم الشيخ لاستضافة مؤتمر المناخ خلال الأشهر المقبلة، لماذا تأخرت وزارة البيئة في التعامل مع أزمة بمثل هذه الخطورة، وأين أدوات الوزارة، للتعامل مع مثل هذه الأزمات، مثل معدات التخلص من بقع الزيت، وخاصة في ظل استعداد الدولة لاستقبال حدث عالمي مثل مؤتمر قمة تغير المناخ".

تؤثر على الإنسان والبيئة

تؤثر البقع الزيتية على الأسماك التي يتغذى عليها الإنسان وتجعلها غير صالحة وسامة، وجد في عينة من الأسماك تم صيدها في خليج جاكرتا بإندونيسيا أن نسبة الرصاص فيها تزيد بمقدار 44% عن الحد المسموح به وأن الزئبق يزيد بنسبة 38%، وهو ما يمثل خطرًا كبير على صحة الإنسان، وذلك وفق أحد تقارير منظمة الصحة الدولية.

يعد استخراج الوقود الأحفوري أكبر مساهم في التراكم المستمر للكربون في المحيط الحيوي للأرض من بين الأنشطة البشرية الأخرى، إذ يرتفع إجمالي الانبعاثات في الارتفاع كل عام بزيادة تصل إلى نحو 1.7% إلى 33.1 مليار طن في عام 2018.

أوضحت وكالة الطاقة الدولية وآخرون أن استخدام النفط والغاز تجاوز أكثر من 55% (18 مليار طن) من الرقم القياسي البالغ 32.8 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون المنطلق في الغلاف الجوي من جميع مصادر الطاقة خلال عام 2017، ويشكل استخدام الفحم معظم النسبة المتبقية البالغة 45%. 

وزارة البيئة

تحركت غرفة العمليات المركزية بوزارة البيئة ومحميات جنوب سيناء لتشكيل لجنة عاجلة لمعاينة التلوث واتخاذ الإجراءات الفورية للسيطرة على الحادث، حيث تم عمل مسح للمنطقة، وأسفرت المعاينة عن وجود قطع صغيرة الحجم من الزيت الخام بأحجام (من 5 سم إلى ما يقارب المتر) مشتتة ومنتشرة بمساحات متفرقة على الشاطئ بعدد من المناطق مما أدى إلى تلويث مساحات من الرمال والصخور الشاطئية.

وقامت محميات جنوب سيناء بجمع عينة من الملوثات الزيتية من الأماكن المتضررة لتحليلها بمعامل فرع جهاز شؤون البيئة بالسويس للوقوف على مصدرها وتحديد البصمة الطيفية لعينة التلوث البترولي، ومعرفة المتسبب، واتخاذ الإجراءات القانونية حياله.