خبير اقتصادى: من الصعب أن تستغنى أوروبا عن الإمدادات الروسية مرة واحدة
في ظل ارتفاع أسعار الغاز العالمية، وذلك بسبب الحرب الروسية- الأوكرانية، تقول الدكتورة وفاء علي، خبير أسواق الطاقة، إنه من الصعب أن تستغنى أوروبا عن الإمدادات الروسية بين عشية وضحاها، وإنما لا بد من ترتيبات ووقت للخروج من هذه الأزمة.
وأضافت: «يبدو أن العالم لم يكن مستعدا، وروسيا تتصرف بصرامة، فدوما صاحب القوة، أي من يملك الطاقة، هو من يحدد الصواب والخطأ».
وتابعت "علي"، في تصريحات خاصة لـ"الدستور": فيما يواجه في الوقت الحالي عدد كبير من المواطنين والدول مأزق نقص المعروض من إمدادات الغاز الطبيعي عالميا والمستخدم فى كل أوجه الحياة، بدءا من المنازل والمصانع وتوليد الكهرباء ليواجه العالم شتاء الغضب.
الغاز الطبيعى الأكثر طلبًا فى أسواق السلع الرئيسية
وتقول تقارير عالمية إن سعر الغاز الطبيعي بلغ نحو 60 دولارا في أوروبا، بينما وصل في آسيا لـ50 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، في ظل عدم ظهور أي مؤشرات على تراجع أسعاره، وسط أزمة طاقة عالمية.
ومع استمرار روسيا بخنق التدفقات، أصبح الغاز الطبيعي الأكثر طلباً في أسواق السلع الرئيسية، ويتوقع عدد كبير من خبراء الطاقة في العالم تدهور الأوضاع أكثر مع اقتراب فصل الشتاء، ما دفع عددا من الحكومات للسماح بزيادة استخدام زيت الوقود والفحم في محطات الكهرباء، حسب تصريحات ستيف سوير، مدير التكرير في شركة استشارات الطاقة "إف جي إي".
أسباب ارتفاع أسعار الغاز الطبيعى
وفي سياق متصل، يقول المهندس مدحت يوسف، نائب رئيس العامة للبترول الأسبق، في تصريحات سابقة، إن الأسباب الرئيسية لزيادة أسعار الغاز الطبيعي العالمية، وهي لجوء معظم دول أوروبا الكبرى للتخزين، تمهيدا لقرب الشتاء القادم، وبالتالي ارتفع الطلب على شراء شحنات الغاز المسال ممن لديه إمكانية تصديره في الوقت الحالي.
وتابع «يوسف» أن أسعار الغاز الطبيعي لن تهبط إلا بعد التأكد من وصول حجم المخزون إلى مستويات مطمئنة، وهو الحال الذي تسعى إليه دول أوروبا لتحقيقه في أسرع وقت ممكن، وتابع أنه لم تحدث زيادة سعرية على مستوى آسيا، حيث استمرت أسعار الغاز في كوريا في معدلاتها الحالية في إطار 44 دولارا لكل ألف قدم3، بينما تحركت أسعار مؤشر TTF الهولندي بنسبة بلغت 5% فقط لتصل لنحو 62 دولارا.