تقرير أمريكى: الحضارة المصرية أصل الفن المعمارى والهندسة والتطور الرائع

أكدت مجلة "Architectural digest" الأمريكية، أن مصر تتميز بالأهرامات، والمقابر القديمة المرسومة بزخارف معقدة، بجانب المعابد التي تغطي جدرانها وأعمدتها بالهيروغليفية الرائعة، لهذا لا عجب في أنها فتنت الكتاب والفنانين وصانعي الأفلام والمهندسين المعماريين لعدة قرون. 

مصر أساس الفن المعماري والهندسي الصحيح

وتابعت أن هناك الكثير من الأماكن في العالم، حيث يمكنك الاستمتاع بمآثر الهندسة الحديثة، ولكن من أجل فهم المبادئ الأساسية للهندسة المعمارية، عليك زيارة مصر، فرؤية المعابد القديمة المبنية وفقًا لقواعد التماثل الدقيقة والمزخرفة بالهيروغليفية المنحوتة كنقوش في الحجر، تضع جميع الأعمال المعمارية الأخرى في منظورها الصحيح.

وقالت مارسيا جوردون أحد مؤسسي شركة Extraordinary Journeys: "لقد زرت مصر حوالي عشر مرات، ولم أتوقف عن الشعور بالدهشة والوقوع في حبها مرة أخرى".

وتابعت "أن هذا هو المكان الوحيد في العالم الذي أعرفه، حيث يمكنك رؤية دليل مادي على تطور الثقافة على مدى أكثر من 3000 عام والمتمثل في تطور الأهرامات، والانتقال إلى المقابر الفرعونية، وتطور الكتابة الهيروغليفية، ورسومات القبور، والديانة المتطورة مع مجموعة من الآلهة والإلهات مع كل قصصهم وشخصياتهم، ودراما العائلات المالكة والتحولات في السلطة، وكل هذا يحدث في صروح جميلة بشكل مخيف، تم بناء العديد منها لتكريم الارتباط الروحي، وأشعر بهذا الارتباط حتى اليوم، هناك خطة وتماثل على هذا النطاق الكبير لدرجة أنهما يجهدان الخيال لفهم كيف كان أي منهما ممكنًا باستخدام أدوات العصر".

القاهرة والجيزة

وأشارت المجلة، إلى أنه يجب السفر إلى القاهرة والانتقال بعيدًا إلى الجيزة، موطن الأهرامات، والإقامة في الفنادق الأثرية القديمة وعلى رأسها "مينا هاوس"، أفضل مكان للإقامة والذي تم بناؤه في الأصل عام 1869 واستضاف أمثال ونستون تشرشل ودوايت دي أيزنهاور، كذلك عليك طلب غرفة مطلة على الأهرامات، ستشعر وقتها أنك تقيم في حضرة ملوك الفراعنة.

وتابعت أن سببًا آخر لزيارة الجيزة وهو المتحف المصري الكبير الذي تبلغ تكلفته 1.1 مليار دولار ومقام على مساحة 5.2 مليون قدم مربع، وسيكون ثاني أكبر متحف على وجه الأرض وأكبر متحف مخصص لحضارة واحدة، وهو قيد الإنشاء حاليًا، وعندما يتم افتتاحه في شهر نوفمبر المقبل، سيعرض حوالي 50 ألف قطعة أثرية قديمة، بما في ذلك عربات الملك توت والأشياء التي كانت مخزنة في المتحف المصري بالقاهرة.

الأقصر مدينة الجمال

وبحسب المجلة، فإنه يجب أن تكون المحطة التالية هي الأقصر، وهي رحلة طيران سريعة مدتها ساعة واحدة من القاهرة، فهذا هو المكان الذي ستكتشف فيه أروع المعابد والمقابر التي تجعل الأهرامات تبدو بسيطة بالمقارنة. 

وتابعت أن فراعنة المملكة الحديثة في مصر القديمة (1539-1075 قبل الميلاد) لم يكونوا حمقى، فبعد أن رأوا أهرامات الجيزة تهاجم من قبل لصوص المقابر، قرروا بناء مقابرهم تحت الأرض على ضفاف النيل بالقرب من الأقصر، في المنطقة المعروفة الآن بوادي الملوك. 

وأضافت أن هناك 62 مقبرة، على الرغم من أن حفنة منها فقط مفتوحة للزوار، على عكس ما قد تعتقده، فإن قبر الملك توت ليس الأكثر إثارة للإعجاب، حيث تم نقل كل التحف إلى المتحف المصري في القاهرة، ولكن الأروع هو مقبرتا رمسيس الرابع وسيتي الأول، وكلاهما به كتابات هيروغليفية مطلية بظلال نابضة بالحياة من اللون الأزرق والذهبي التي تم الحفاظ عليها بأعجوبة لآلاف السنين، بعد ذلك، استمتع بالأطباق والأكلات المصرية.

وأشارت إلى أن المعابد القديمة في الأقصر من أكثر المعابد إثارة للإعجاب في مصر، ومن الرائع زيارة معبد الأقصر مع غروب الشمس، حيث يمكنك الاستمتاع بالتماثيل الضخمة الحياة والأعمدة الفخمة، حيث تتحول السماء إلى ظلال من اللون الوردي والأرجواني. 

ويعتبر معبد الكرنك أكبر مجمع معابد متبقٍ في مصر ويتكون من عشرة أبراج وأعمدة ضخمة منحوتة بالهيروغليفية ومسلات منحوتة من الحجر الرملي. 

أسوان

تعد مدينة أسوان القديمة مكانًا رائعًا لإنهاء رحلتك، فيجب عليك أن تفكر في قضاء ليلة أو ليلتين في فندق سوفيتيل ليجند أولد كاتاراكت، حيث كتبت أجاثا كريستي جزءًا من روايتها الشهيرة "جريمة على ضفاف النيل"، وتم بناء هذا الفندق الفاخر في عام 1899، ويضم غرفًا وأجنحة مطلة على النيل وثلاثة مطاعم وبارات ومسبحين وسبا مع حمام تقليدي.

وفي أسوان، أفضل موقع يجب زيارته هو معبد فيلة المخصص للإلهة إيزيس، عندما بنى البريطانيون سد أسوان الأصلي في عام 1902، لكن غُمر هذا المعبد بالكامل تحت الماء وكان لا بد من نقله وإعادة بنائه بعناية على جزيرة، فهو يتميز بجدران حجرية منحوتة بشكل رائع ومغطاة بالهيروغليفية وأعمدة تعلوها تيجان مستوحاة من ورق البردي وزهور اللوتس ونقوش من عصر نابليون.