4 كبار أثروا فى حياة صلاح عبد الصبور.. «العقاد الأقرب إلى نفسه»
41 عامًا مرت على وفاة الشاعر صلاح عبد الصبور، 3 مايو 1931- 13 أغسطس 1981، الذي يعد أحد رواد الحركة الشعرية العربية، ورمزًا من رموز الحداثة العربية المتأثرة بالفكر الغربي، وله مساهمات عديدة في التأليف المسرحي.
وفي تقرير نشر بجريدة "البيان الكويتية" بعددها رقم 188 الصادر بتاريخ 1 نوفمبر 1981 كشف الكاتب محمد يوسف عن أنه على المستوى العقلي والذوقي يقر صلاح عبد الصبور بأن الأربعة الكبار: طه حسين، والعقاد، وتوفيق الحكيم، وإبراهيم المازني كان أثرهم كبيرا عليه، في سنوات الصبا الأولى وما بعدها، كان العلمان اللامعان بينهم هما طه حسين والعقاد وكان العقاد أقرب إلى النفس، وبخاصة وأننا نموت فكريا في السنوات التي واكبت انصرافه عن الكتابة السياسية إلى الكتابة الأدبية تلك السنوات الخصبة التي نشر فيها العقاد كتبه: الله، وهذه الشجرة، والعبقريات وسواها.
ويرى عبد الصبور أن قراءته للعقاد الشاعر هي التي أضعفت صلته بالعقاد المفكر، بينما قراءته لطه حسين (الكاتب الفنان) هي التي قوت صلته بطه حسين (المفكر)، أما المازني فقد حظي بمنزلة لائقة في قلب وعقل عبدالصبور بسبب روايته "النفسية الرفيعة" إبراهيم الكاتب؛ وأما توفيق الحكيم فلا أظن أن كاتبا أدفأ قلوبنا، ثم ملأها بوهج الفن مثل كتابه "عصفور من الشرق".
واضح من هذه الصور المتباينة الظلال والألوان التي شكلت الخلفية الذهنية لصلاح عبد الصبور ابتداء من المنفلوطي وجبران وعلي محمود طه ومحمود حسن إسماعيل وإبراهيم ناجي مرورا بكتابات ميخائيل نعيمة وشذرات من فلسفة نيتشه؛ وانتهاء بالمنهج الشكي الذي اصطفاه طه حسين لنفسه بعد استعارته من ديكارت، والتوغل النفسي الممتزج بالتهكمية اللاذعة عند إبراهيم المازني، والتوهج الفني المقترن بالاقتتان بالحضارة الغربية في "عصفور من الشرق" لتوفيق الحكيم، هذه الصور المتباينة الظلال والألوان صبغت ذهنية صلاح عبد الصبور بصبغة رومانسية مختلطة بتصور وجودي في مرحلته الأولى قريب من وجودية سارتر التي ترى أن "الإنسان محكوم عليه بالموت" و"أن الآخرين هم الجحيم"؛ ومبطنة بالتصوفية الدينية لكير كجارد.