حكايات من طفولة صلاح عبدالصبور.. «نشأ فى أسرة ترتبط بالريف وكان يرشد إخوته»
41 عامًا مرت على وفاة الشاعر صلاح عبدالصبور (3 مايو 1931- 13 أغسطس 1981)، الذي يعد أحد رواد الحركة الشعرية العربية، ورمزًا من رموز الحداثة العربية المتأثرة بالفكر الغربي، وله مساهمات عديدة في التأليف المسرحي.
وفي حوار له بمجلة "الآداب" أجراه معه الكاتب فاروق شوشة، ونشر بعددها رقم 10 الصادر بتاريخ 1 أكتوبر 1960 تحدث صلاح عبدالصبور عن قصته مع الأيام وحكايات من طفولته وصباه، قائلًا: «قصة حياتي مع الأيام ساذجة، ولدت في عام 1931 بإحدى مدن الوجه البحري، نشأت في أسرة ترتبط بالريف بأكثر من رباط، فأبي رغم أنه موظف، فإن له قطعة أرض يرعاها، وكثير من أقاربي فلاحون، وتلقيت التعليم في المدارس المدنية حتى حصلت على شهادتي الثانوية، ثم انتقلت إلى القاهرة وحدي، لأدرس الآداب في جامعتها، وتخرجت فيها عام 1951، واشتغلت بالتدريس ست سنوات، ثم هجرته إلى الصحافة منذ عامين».
وتابع: «أهم ما أذكر من صباي أني أرشد إخوتي، وللأخ الأرشد مكانة في بيتنا المصري، وقد تمتعت بذلك المكان، واعتدت أن توفر حاجتي وتلبي مطالبي، فلما جئت القاهرة بمجتمعها الصاخب ووحدتي فيها، أبهظني تحمل عبء حياتي الجديدة، وأنا في السادسة عشرة من عمري، ذلك لم يكن كل ما عانيت منه، لقد جربت اللقاء بين الريف الساكن والمدينة الغائرة الدم، وجربته كما يجريه الأحداث جميعًا.. جربته من قلبي».
واستطرد: «مرضت بعد سنة من الجامعة مرضًا أقعدني ثلاثة أشهر، وردت إلى بلدي عليل البدن والروح، وأتاحت لي هذه الأشهر الثلاثة فرصة استجماع صباي، ومراجعة نفسي المشتتة، واهتزت في أوائلها كثير من المفاهيم التي ما لبثت أن استقرت، لتنمو جذورها الجديدة في نفسي بعد ذلك»، مضيفًا: «وأنا إنسان طائر القلب، أو هكذا كان صباي ومطلع شبابي، والحب لحياتي ضرورة، ولطالما عانيت منه، ولكن قل منه ما يرسخ في القلب».